Ностальгия по мифу: Главы о лженауке
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
Жанры
Skeptical Inquirer
يحاج بروفيسور ماريو بنج
Mario Bunge
بأن ما يميز المسعى العلمي عن العلم الزائف ليس موضوع البحث بحد ذاته، بل بموقف المبحث من مسألة «الدليل»، وعليه فبدلا من أن نقسم المجالات المعرفية إلى علوم مقابل علوم زائفة يقترح بنج أن نقسمها إلى ما أسماه «حقول الاعتقاد»
belief fields
و«حقول البحث»
research fields : في «حقول الاعتقاد» يدرج الأديان والأيديولوجيات السياسية والعلوم الزائفة والتكنولوجيا الزائفة، وكذلك أي منظومة صوفية ترى أن الاستنارة يمكن تحصيلها من الحقيقة الموحى بها وليس بالعناء البحثي. أما «حقول البحث» فيمكن أن تشمل مباحث لا ينظر إليها عادة كمباحث علمية، ما دام ممارسوها ملتزمين بجمع بيانات موضوعية تؤيد مواقفهم، ووفقا لهذا المعيار فإن الكثير من العمل في الإنسانيات - على سبيل المثال - سيكون له أن يدرج في حقول البحث. وغني عن القول أن العلوم الأساسية والعلوم الصورية (الرياضيات، المنطق، السيمانطيقا ... إلخ) والعلوم الاجتماعية والسلوكية والعلوم التطبيقية، هي ضمن حقول البحث وفقا لهذا التعريف.
الصفة الأساسية لحقول الاعتقاد عند أنصارها هي أن الدليل شأن شخصي وذاتي، أي إنهم يدعون إلى استخدام معايير عاطفية للتمييز بين الحق والباطل. تذهب حقول الاعتقاد إلى أن المشاعر والحدوس الشخصية هي أسس مقبولة لليقين، أو على حد تعبير كتاب «العصر الجديد»: «أنت تخلق واقعك الخاص.» من المألوف بين هؤلاء أن تنكر وجود واقع خارجي مشترك، وأن تستهجن أقل انخراط في البحث الموضوعي الهادئ، وعليه فإن حدوس أي فرد عن الواقع مساوية في صوابها لحدوس أي شخص آخر، وليس للعلم أن يدعي أي مصداقية خاصة. و«الحقيقة» عند هؤلاء النسبويين المتطرفين هي مجرد انعكاس لعلاقات القوى القائمة في المجتمع عند أي لحظة معطاة. مثل هذا المنظور يدفع المرء دفعا إلى أن يتساءل كيف يتسنى لمن يتبنى هذا الموقف أن يثبت أن أيا من أفعال شخص مثل هتلر كان خطأ أخلاقيا!
وعلى خلاف ذلك فإن الدليل في حقول البحث «بينشخصي»
interpersonal ، أي إنه قابل للمقارنة من جانب المختصمين وفقا لمعايير مفتوحة وموضوعية. يقال أحيانا: إن «الموضوعية»
Неизвестная страница