ونظرت إلى العينين الزرقاوين المسترحمتين، وكأنما تؤكدان لي أنها على حق.
وابتسمت لها، وكأنني أؤكد لها أنها على حق، ولكن ... ولكن ماذا؟
سألت نفسي، وسألت ضميري، وراجعت كلمات القسم الذي رددته في أول يوم مارست فيه عملي، واستعدت في ذاكرتي قوانين الطب ...
ولم أشعر إلا وأنا أتجه إلى الباب فأفتحه، وطلبت من أخيها الدخول، وقلت له في ثبات وقوة : إن أختك فتاة شريفة!
قلتها وأنا أومن بعقلي ووجداني وإنسانيتي أنها شريفة. إن الطب يستطيع فقط أن يفرق بين المرض وغير المرض، ولكن لا يستطيع أبدا أن يفرق بين الشرف وغير الشرف.
وارتسمت على ملامح الأخ الفجة ابتسامة، لم تكسبها الثقافة من الهدوء المعقول، ابتسامة عريضة، كأنه بهذه الكلمات قد اطمأن على شرفه أو استرده.
وقلت له وقد انفعلت بالشعور الجديد: أظن من اللائق أن تعتذر لأختك عن شكك فيها.
واعتذر لها وهو ينظر إليها في سعادة ريفية ساذجة، ثم أخذها وخرج.
ووضعت رأسي على كتفي ... أفكار شتى تعصف برأسي.
ولم أشعر بيدي وهي تزحف إلى درج المكتب، وتسحب منه ورقة بيضاء وقلما، وكتبت ورأسي ما زال ثقيلا، كتبت قسما جديدا، وهو: «أقسم أن تكون إنسانيتي وضميري، هما قانوني في عملي وفني.»
Неизвестная страница