21 يوليو:
هل يصبح هذا اليوم من الأيام التي أؤرخ بها؟
ذهبت إلى حديقة صولت لمقابلة صديق من السعداء (أي الموظفين)، فجلسنا نتحدث في السياسة والرياضة والزواج - وصديقي من المتزوجين أيضا - ثم لفت ناظري إلى مائدة غير بعيدة جلس إليها كهل وفتاة في مقتبل العمر، ثم قال لي إن الرجل هو ح. و. بك من كبار موظفي المعارف، وإن الفتاة كريمته، ثم قال لي مبتسما: «هذه الفتاة تعد بحق جسرا ممهدا لوظيفة محترمة.» واتجه بصري مرة أخرى إلى البك وإلى الفتاة خاصة. لم تكن ممن حبتهن الطبيعة بنعمة الجمال، ولكنها رشيقة معتدلة القوام .. لم أشعر بنفور منها ولا ميل إليها .. ليست جميلة ولكنها ليست قبيحة .. وهنالك الروح والعقل والتربية والأصل الطيب .. وهنالك الوظيفة ...
وعدت إلى منزلي وأنا أفكر.
25 يوليو:
جذبتني حديقة صولت فاتخذت منها مجلسا مختارا كل مساء، وغالبا ما أقضي سهرة طويلة منفردا. من التجاوز أن أقول منفردا؛ فعن يميني أو يساري أو أمامي يجلس البك وكريمته، والحق أني لم أخترع هذا المجلس مدفوعا برأي رأيته، ولكن بمشاعر غامضة لم تتمخض بعد عن فكرة واضحة، تاركا توضيحها لمعترك التجربة نفسه؛ فلم يخف أمري عن عيني الفتاة وإن بدا والدها كأنه لم يبصرني قط، والتقت أعيننا مرارا، وللأعين لغة معجمها الغرائز والأحاسيس، فباتت هذه المغازلة الصامتة عادة جميلة، وإخالها أمست مشغولة بي، أما أنا فأحس نشوة ظفر واهتماما مشوبا بحب الاستطلاع .. ترى هل يمكن أن أحب هذه الفتاة؟ .. لا أجد جوابا؛ فالحب كما يعرف أحيانا من أول نظرة قد لا يعرف ولا يكتسب إلا بطول العشرة.
28 يوليو :
بتنا صديقين صامتين، وقد حرثت الأرض وسمدتها؛ فما إن تلقى المودة حتى تنبت شجرة الحب المورقة. وامتلأت نفسي ثقة فصحت عزيمتي على السير في الطريق حتى نهايته؛ أي حتى أخطبها إلى والدها .. ولكن ينبغي أن أظفر بقلبها حتى إذا لم أرق في عين البك وجدت في عاطفتها عونا لا ينبذ له إرادة .. ولكن هل يعد عملي هذا نذالة؟ .. هل ... من الخسة أن أخطب فتاة لأجد وظيفة؟ .. ما وجه الاختلاف بين هذا وبين أن أخطبها لأقضي وطرا أو أنجب ذرية؟ .. فهذه الغايات جميعها وسائل في ذاتها لإرضاء غرائز ثابتة، تشبع الوظيفة واحدة منها ليست بأحطها على الإطلاق .. ترى هل يقوم تفكيري على أساس صحيح من الحق أم إن عاطفتي تستخدم العقل والمنطق في تبرير هناتها؟
6 أغسطس:
ذهبت اليوم لمقابلة حضرة صاحب العزة ح. و. بك، فأدخلني خادم نوبي إلى فراندا تشرف على حديقة الفيلا الغناء.
Неизвестная страница