جدير بي يا حبيبتي أن أستودعك الله؛ لأن قواي الحيوية تنحل، وعما قليل تعيشين بعدي مكرمة، عزيزة. وقد تكونين بين ذراعي بعل آخر.
ملكة الرواية : ... لا تزد ... معاذ الله، إني إذن لغادرة خؤون، بعل سواك! لم تتزوج أنثى بثان إلا وقد قتلت الأول.
هملت (لنفسه) :
هذه لوالدتي جرعة من الصبر.
ملك الرواية :
أنت لا شك صادقة ولكن قد يحدث ما يدعو إلى المخالفة، ليست النية التي تنوينها سوى أسيرة مرتهنة بذاكرتنا، فإذا ولدت غير ناضجة فلن تطل سلامتها. الثمرة الفجة تمسك بالشجرة اليوم، ولكن تسقط ولما تهزز متى نضجت، المرء ينسى أو يتناسى دواما أن يوفي الدين الذي هو مدين به لنفسه، الشهوة تبعث العزيمة فإذا زالت الشهوة دالت العزيمة، اللذة والألم في شدتهما يتنافيان، وحيث تنبسط اللذة ينقبض الألم، ليس هذا العالم بسرمد، فلا غرو أن ينقضي فيه غرام الإنسان مع انقضاء سعده. أفكارنا ملكنا، ولكن تصريفها في يد الحوادث، وظنك أنك لا تتخذين قرينا ثانيا قد يموت متى مات قرينك الأول.
ملكة الرواية :
إذن لا أظلتني السماء ولا أقلتني الأرض، ولا كان لي سرور، ولا راحة في الليل والنهار، وليتحول أملي وإيماني إلى يأس، ولأجعل قعيدة سجن، ومحظية رجل خلي بقية أيامي، ولتظفر الخطوب التي يعبس بها وجه الأرض بأعز آمالي، وأماني، فتقوضها تقويضا، وليصحبني أشد العذاب في الدنيا والآخرة إن أصبحت أيما فتزوجت.
هملت (مخاطبا «أوفيليا») :
ما قولك بعد هذا لو حنثت؟
Неизвестная страница