Химиян Зад
هميان الزاد إلى دار المعاد
، وذكر هذه الآية بعد الإيلاء عند إشارة إلى أن عدة المولى عنها أربعة أشهر، فيمضى أربعة أشهر من يوم ألا تتزوج إن لم يدخل بها قبل مضيها، وذلك وجه اتصال الآية بما قبلها، وكونهما معا فى الفرقة، فكأنه قيل عدة المولى أربعة أشهر، وعدة الحوائض الحرائر الحوائل المدخول بها المطلقات ثلاثة قروء. وقال فى غير المدخول بها
إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها
وقال فى الحوامل
أجلهن أن يضعن حملهن
وقال فى غير الحوائض
واللائى يئسن من المحيض
إلى قوله
واللائى لم يحضن
وقال الشافعى فى المولى عنها تعتد الأربعة، وأصل العباة تربصن يا مطلقات، بالأمر، فعبر عنه بالإخبار تأكيدا للمسارعة، كأنه قال قد وعدن أن يتمثلن ذلك الأمر، فأخبر الله عن تلك المواعدة المقدرة، وقدم المطلقات فكانت الجملة إسمية، ليحصل بذكر المبتدأ تشوق فى النفس إلى ما يخبر به عنه، فإذا ذكر الخبر وجد النفس متهيأة له فيتمكن فيها فضل التمكن، وليحصل الإسناد مرتين إلى المطلقات، وإلى ضميرهن، وقال بأنفسهن هنا ولم يقله فى قوله تربص أربعة أشهر، لأن فى ذكر الأنفس تهيجا على التربص، لأن أنفسهن مائلات إلى الرجال، فإذا استمعن ذلك استحيين وحملتهن الغيرة على أن يغلبن أنفسهن عن الميل إلى التربص، فالباء للتعدية أن يربصن أنفسن، وإنما فسر الشافعى وعائشة وغيرهما كمالك القرء بالطهر، لأن الطهر بعد الحيض هو الدال على براءة الرحم، قال وليس المراد الحيض، كما قالت الحنفية، وهو مروى عن عمر وجماعة لقوله تعالى
فطلقوهن لعدتهن
Неизвестная страница