Химиян Зад
هميان الزاد إلى دار المعاد
" الجهاد أربع الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والصدق فى مواطن الصبر، وشنآن الفسق "
وكان على إذا قرأ هذه الآية يقول اقتتلا ورب الكعبة قيل نزلت الآية فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، يقوم فيأمر بتقوى الله، فإذا لم يقبل المأمور وأخذته العزة بالإثم قام الآخر فقال وأنا أشرى نفسى لله، فقاتله طلبا لمرضاة الله كما قال عز وعلا. { ابتغاء مرضات الله } أى طلبا لرضاه، وعن الحسن أتدرون فيمن نزلت هذه الآية؟ نزلت فى المسلم يلقى الكافر فيقول له قل لا إله إلا الله فيأبى أن يقولها، فيقول المسلم والله لأشرين نفسى لله، فتقدم فقاتل وحده حتى قتل، وقال سعيد بن المسيب، وعطاء
" أقبل صهيب مهاجرا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه نفر من مشركى قريش، فنزل عن راحلته وأخرج ما كان فى كنانته فقال والله لا تصلون إلى أو أرمى بكل سهم معى، ثم أضرب بسيفى ما بقى فى يدى، وإن شئتم دللتكم على مال دفنته بمكة وخليتم سبيلى؟ قالوا نعم. ففعل، فلما قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزلت الآية { ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله } إلى آخرها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ربح البيع أبا يحيى "
وتلا عليه هذه الآية، وكذا قال أكثر المفسرين نزلت فى صهيب وهو صهيب بن سنان الرومى، قال صلى الله عليه وسلم
" سابق الروم يوم القيامة صهيب وهو عربى "
وإنما نسب إلى الروم لأن منازل أهله كانت بأرض الموصل فغارت الروم على تلك الناحية فسبته وهو غلام صغير، فنشأ بالروم وإنما هو من العمر بن قاسط. وعن ابن عباس رضى الله عنه نزلت هذه الآية فى سرية الرجيع وكانت بعد أحد وسميت بسرية الرجيع، لأنهم نزلوا سحرا فى موضع يسمى الرجيع، فأكلوا تمرا وألقوا النوى، واستدل عليهم به كما يأتى، وهو بفتح الراء وكسر الجيم اسم ماء لهذيل بين مكة وعسفان بناحية الحجاز، وكانت الوقعة بالقرب منه، فيحتمل أن تسمى سرية الرجيع لكون الوقعة بالقرب منه، وقصة عضل القارة كانت فى بعث الرجيع كما تراه ان شاء الله لا فى سرية بئر معونة، قال ابن اسحاق كانت بعث الرجيع فى أواخر سنة ثلاث، وبئر معونة فى أوائل سنة أربع. وعضل بطن من بنى الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مصر، ينسبون إلى عضل ابن الديس، والقارة بالقاف والراء الخفيفة بطن من الهون أيضا ينسبون إلى الديس المذكور، قال بن دريد القارة أكمة سوداء فيها حجارة كأنهم نزلوا عندها فسموا بها، وقيل بعث الرجيع كان على رأس سنة ثلاث، وذكر الواقدى أن خبر بئر معونة وخبر أصحاب الرجيع جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم فى ليلة واحدة، قال القسطلانى سياق ترجمة البخارى يوهم أن بعث الرجيع وبئر معونة شئ واحد، وليس كذلك لأن بعث الرجيع كان سرية عاصم وخبيب وأصحابهما وهو مع عضل والقارة، وبئر معونة كان سرية القراء، وهى مع رعل وذكوان، ولعل البخارى أدمجها معها لقربها منها، ويدل على قربه منها ما فى حديث أنس من تشريك النبى صلى الله عليه وسلم بين بنى لحيان وبين بنى عصية وغيرهم فى الدعاء عليهم، ولم يرد البخارى أنهما قصة واحدة، ولم يقع ذكر عضل والقارة عنده صريحا، وإنما وقع ذلك عند ابن إسحاق، ولفظ البخارى بنسخة عتيقة جيدة فاشية بخط أندلسى اتصلت بيدى من صاحبى حم بن يحيى من المغرب هكذا بعد سند عن أبى هريرة قال
" بعث النبى صلى الله عليه وسلم سرية عينا وأمر عليهم عاصم ابن ثابت وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى إذا كانوا بين عسفان ومكة ذكروا الحى من هذيل يقال لهم بنو لحيان، فتبعوهم بقريب عن مائة رام فاقتصوا آثارهم حتى رأوا منزلا نزلوه، فوجدوا فيه نوى تمر تزودوه من المدينة، فقالوا هذا تمر يثرب فتبعوا آثارهم حتى لحقوهم، فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى فدفد، وجاء القوم فأحاطوا بهم، فقالوا لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا لا نقتل منكم رجلا، فقال عاصم أما أنا فلا أنزل فى ذمة كافر اللهم أخبر عنا رسولك، فقاتلوهم فرموهم حتى قتلوا عاصما فى سبعة نفر بالنبل، فبقى خبيب وزيد ورجل آخر فأعطوهم العهد والميثاق، نزلوا إليهم فلما استمكنوا فيهم حلوا أوتار قسيهم فربطوهم بها فقال الرجل الثالث الذى معهم هذا أول الغدر فأبى أن يصحبهم فجروه وعالجوه أن يصحبهم فلم يفعل فقتلوه، وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة، فاشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب هو الذى قتل الحارث يوم بدر، فمكث عندهم أسيرا إذا أجمعوا على قتله استعار موسى من بعض بنات الحارث يستحد بها فأعارته، قالت فغفلت عن صبى لى فدرج إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه، فلما رأيته فزعت فزعة عرف ذلك منى وفى يده الموسى، فقال أتخشين منى لأقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك إن شاء الله، وكانت تقول ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ ثمرة، وأنه لموثق بالحديد، وما كان إلا رزقا رزقه الله خبيبا، فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه قال دعونى أصلى ركعتين، ثم انصرف إليهم فقال لولا أنكم ترون أنى جزع من الموت لزدت ، فكان أول من سن ركعتين عند القتل، وقال اللهم أحصهم عددا ولا تبق منهم أحدا. وقال * ولست أبالى حين أقتل مسلما * على أى جنب كان لله مرجعى * * وذلك فى ذات الإله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع * ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله، وبعثت قريش إلى عاصم ليأتى بشئ من جسده بعد موته، أى ليعرفوه، وكان قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر، فبعث الله عليه مثل الظلمة من الدبر فحمته من رسلهم، فلم يقدروا منه على شئ "
، زاد فى رواية، وأخبر يعنى النبى صلى الله عليه وسلم يوم أصيبوا خبرهم، والفدفد هو الموضع الذى فيه غلظة وارتفاع أو الرابية المشرفة، والاستحداد حلق العانة، والقطف العنقود من العنب، والوصل العضو والشلو العضو من الإنسان، ويطلق على الجسد وهو المراد هنا، والممزع المفرق، والظلة الشئ الذى يظلل من فوق الإنسان، والدبر بفتح الدال والباء الموحدة وبسكونها أيضا جماعة النحل والزنابير، وزاد أبو الأسود عن عروة مع ذينك البيتين
لقد أجمع الأحزاب فى وألبوا قبائلهم واستجمعوا كل مجمع إلى الله أشكو غربتى بعد كربتى وما أرصد الأحزاب لى عند مصرعى
وساق ابن اسحاق جملة أبيات خبيب حينئذ ثلاثة عشر بيتا، قال ابن هشام اللخمى ومن الناس من ينكر أن تكون هذه الأبيات لخبيب، ولفظ ابن اسحاق حدثنى عاصم بن عمر بن قتادة قال قدم على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بعد أحد رهط من عضل والقارة، فقالوا يا رسول الله إن فينا إسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا، فبعث معهم ستة من أصحابه وأمر عليه الصلاة والسلام على القوم مرثد بن أبى مرثد الغنوى، وتقدم عن البخارى أنه أمر عليهم عاصم بن ثابت، وهو أصح.
Неизвестная страница