مَوْلَانَا الْملك النَّاصِر صَلَاح الدُّنْيَا وَالدّين نَاصِر الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين أبوالمظفر يُوسُف بن الْملك الْعَزِيز بن الْملك الظَّاهِر لَا زَالَ نَافِذ الْأَوَامِر فِي كل نجد وغائر لهجا بأشعار الْعَرَب الَّتِي هِيَ ديوَان الْأَدَب توخيت فِي تَحْرِير مَجْمُوع محتو على قلائد أشعارهم وغرر أخبارهم مجتنبا للإطالة والإطناب بِمَا تضمنته أَبْوَاب الْكتاب كأمالي الْعلمَاء وحماسات الأدباء ودواوين الشُّعَرَاء من فحول الْمُحدثين والقدماء ومختارات الْفُضَلَاء كأشباه الخالديين المحتوية على دُرَر النظام وجواهر الْكَلَام غير أَنَّهُمَا قد نسبا فِيهَا أَشْيَاء إِلَى غير قَائِلهَا وَلم يقيدا الْكتاب بترجمة أَبْوَاب فغدت فرائده متبددة النظام مستصعبة على الْحِفْظ والأفهام فجَاء مُشْتَمِلًا على غرائب البديع وملح الترصيف والترصيع ثمَّ أَن الشّعْر على اخْتِلَاف مَعَانِيه وأصوله ومبانيه يَنْقَسِم إِلَى نعوت وأوصاف فَمَا وصف بِهِ الْإِنْسَان من الشجَاعَة والشدة فِي الْحَرْب وَالصَّبْر فِي مواطنها سمى حماسة وبسالة وَمَا وصف بِهِ من حسب وكرم وَطيب محتد
1 / 2