Носители жертвоприношений: О Древней Греции
حاملات القرابين: عن اليونانية القديمة
Жанры
Olympus
3
إلها عادلا. وظن الشاعر نفسه في تلك المستويات العالية للفكر والعاطفة حيث يستطيع ملاحظة الخير والشر، وهما من عوامل القدر الغامضة التي تجعل من خلق الإنسان أداتها، وأوجد العلاقة بين العقاب والإثم، ومعنى الآلام ومعاملات الرب مع الإنسان، والوحدة الأساسية للهدف الإلهي. تناول أيسخولوس هذه الأفكار السامية، مبدئيا، كفنان وليس كواعظ، وشرع يوضح حالات عدم المطابقة، التي تمنعنا من أن ننسب إليه أي مذهب فلسفي أو ديني متعمد. لم يسلم معلم الدين أو الفيلسوف روحه إلى أية أسرار غامضة أو عقيدة. كان الإنسان أعظم من أعماله وهو الأعظم بين معاصريه، ولو أن العمل هو خلاصة عقل ذي عظمة روحية مثقل في طريقه القديم بأسرار جميع العالم غير المفهوم.
ما عادت الفلسفة في عصر أيسخولوس مجال الباحث في أسباب الأشياء، المنعزل ... وقد شمل المفكرون الأيونيون الإنسان في تأملاتهم على أنه جزء من مكونات الطبيعة؛ إلا في حالة اتصال الدين بالعلوم الطبيعية، كما هو الحال في فيثاغورث
. وجد أيسخولوس في الإنسان «مركز ثقل» العالم. وجده في الإنسان الذي يظهر تجاربه وأفعاله في بيئته، وفي عوامل النفوذ البعيدة التي انحدرت إليه من أسلافه في أجيال متتابعة. كانت لديه فكرة أو لمحة عن الأسباب المعقدة الكامنة وراء الأحداث البشرية. فاستطاع في مسرحية «بروميثيوس» على الأقل أن يجد نواة الفعل التراجيدي للباعث الناشئ من الداخل. والحقيقة أنه لم يوفق بين عناصر الحياة المتضاربة بيد أن سر فنه الكامل النمو، هو فهمه للعلاقة العابرة بين الأخلاق والأفعال والكوارث. وإذا كانت متنوعاته أقل من متنوعات يوريبيديس
Euripides ، وكذلك أقل من متنوعات سوفوكليس
Sophocles ، فإنه يرى الحياة كوحدة أكثر مما يراها هذان. فنسب الحقائق الخالدة للحكمة القديمة لقومه، والأمثال التي يتضمنها علم الأخلاق، إلى حياة الإنسان، وهي تعمل وتتألم. وفي الوقت ذاته أظهر تعميم استعمال هذه الأشياء في أشخاص الماضي الأبطال. شرع أيسخولوس، بعد أن استغل الظروف الملائمة له في دولته بعد انتهاء الحرب الفارسية، شرع يسيطر خطوة خطوة مع تكرار التجارب، على تكنية (القواعد الفنية) فنه الذي طور صورتيه الأكثر ميكانيكية (واللتين ليستا أقل روحية) وهما الموسيقي والرقص، حتى بلغتا ذروة الإتقان الذي تمتعتا به فيما يختص بالفن الدرامي. فزود التراجيديا بمبدئها المرشد للاستغناء عن عنصر الكوروس بالعنصر الدرامي الأكثر حيوية، والقادر وحده على الوصول بالمشاعر والحكم، الموحية للعقل البشري، إلى أسمى درجة. ويبدو أنه هو الذي ابتكر وحدة المجموعات الثلاثية والرباعية، التي عندما تحول إلى مسرحيات تتخللها مادة الأساطير، وكل منها عبارة عن مسرحية تتضمن فعلا دراميا كاملا هو جزء من مجموعة أكبر تمثل أرقى فكرة عن النبوغ الإغريقي في فن الدراما. والحقيقة أنه يعزى إلى أيسخولوس تطوير فن ناشئ إلى صورة فخمة، واختصر أثر الزمن في محو أعمال أسلافه. وصار بوسع خلفه أن يعملوا على ضوء وهدي أعماله، وقد أطلق العنان لفهمهم وخيالهم أن يسرحا في مجال أوسع، بواسطة فهمه وخياله هو نفسه. ولا يدين بفنه إلى أي شخص أعظم من نفسه. وبالاختصار، كان هو مشرع التراجيديا في العالم. ولم يسع إلى مطابقة فنه لذوق عصره، بل كان يرمي إلى أن يضفي على ذلك الذوق نبلا في ضوء عالم نموذجي. وإذ تناول آفاقا أبعد مما تناول أسلافه، كرس جهده ل - «الزمن
Time » الذي أطلق عليه معاصره بندار
4
اسم «سيد الخالدين» و«خير حام للرجال العادلين».
Неизвестная страница