تساءلت ليزي: «ماذا يجري؟»
استدار أربعتهم كي ينظروا إلى الشاشة، التي أظلمت تماما. •••
على الطاولة الفولاذية المصقولة رقد جثمان مفرغ من الأحشاء. على السطح البطني للجثمان أزيلت طبقات من الجلد إلى الوراء بحيث كشفت عن التجويفين البطني والصدري الخاليين، بينما على السطح الظهري كان العمود الفقري مكشوفا. كان الجزء العلوي من الرأس منشورا، وأزيل المخ، وتدلت فروة الرأس حتى العنق.
تحرك أحد الروبوتات حول الطاولة، بينما سويقاته تصدر هسيسا أسفله. جذب نحوه عربة معدنية استقر عليها عدد من الأكياس البلاستيكية الموضوع عليها ملصقات، وكل منها يحوي أحد الأعضاء. توقف الروبوت وأخذ أحد الأكياس من فوق الطاولة ووضعه إلى جوار الجمجمة المفتوحة للجثمان. شق الكيس بإحدى أذرعه المسننة، ثم مد داخله يدا عنكبوتية ذات سبع أصابع، ورفع المخ برفق، وأماله، ثم وضعه داخل الجمجمة، ثم أعاد الجزء العلوي المنشور من الجمجمة إلى موضعه. وباستخدام خيط جراحي وإبر خرجت من إحدى أذرعه، خيط الروبوت فروة الرأس سريعا كي تضم جزأي الجمجمة معا. ومع مرور الدقائق، عمل الروبوت على استبدال أعضاء الجثمان وخياطة الحواف الأمامية.
دفع الروبوت الطاولة جانبا وجذب نحوه نقالة موضوعا عليها كفن قطني أبيض مفتوح. وبعد أن مد الروبوت ذراعا تحت فخذي الجثمان، وأخرى تحت الجزء العلوي للعمود الفقري، رفع الجثمان ووضعه على الكفن، ثم ضم جانبي الكفن معا، وأغلقه مستخدما خيطا حريريا وإبرة.
وقف الروبوت دون حراك للحظة، بعد أن أنهى ذلك الجزء من المهمة، ثم جمع الأكياس البلاستيكية الخاوية ووضعها في أنبوب القمامة. نظف طاولة التشريح مستخدما أربع فرش قاسية تبرز من إحدى أذرعه، ثم غسل الطاولة بخرطوم بخار متدل من السقف.
دفع الروبوت النقالة التي تحمل الكفن، مسترشدا بالأشعة تحت الحمراء، عبر رواق مظلم وصولا إلى مصعد شحن في نهاية الرواق. ارتفع المصعد إلى أعلى طوابق هالو، أدنى الغلاف الخارجي مباشرة.
دفع الروبوت النقالة نحو مدخل تعلوه أضواء تحذيرية ولافتة مكتوب عليها:
ممنوع الدخول من دون تصريح واضح!
مطلوب شفرة دخول والتثبت من بصمة الشبكية!
Неизвестная страница