قال: «بالتأكيد.»
ذهبا إلى طرف الشرفة، وتركا ثيابهما في كومة هناك، وغاصا وهما عاريان وسبحا إلى جزع خشبي نصف غارق يرتفع أحد طرفيه في الهواء. تعلقا بالخشب الزلق بفعل الطحالب والمياه، وسمعا صياح الطيور في أرجاء البحيرة.
نظر جونزاليس إلى شعرها القصير المبتل الملتصق برأسها، ووجهها الذي تتقاطر عليه المياه، ووشمها الوردي الذي تلتمع عليه المياه هو الآخر، والذي امتد من كتفها الأيسر حتى ما بين ثدييها، وشعر برغبة قوية ومفاجئة تعتمل داخله ما دفعه إلى أن يشيح برأسه بعيدا وأن يغلق عينيه ويتساءل: «ما الذي يحدث لي؟»
قالت ليزي: «ميخائيل.» فعاود النظر إليها وهو يسمعها تناديه للمرة الأولى باسمه الأول. قالت: «أعرف؛ فأنا أشعر أيضا بما تشعر به.» ومدت يدها ومسدت وجنته وأضافت: «لكن ليس هنا، ليس في مرتنا الأولى.»
قال جونزاليس: «نعم.» «لكن حين نعود إلى عالمنا ...» ثم سبحت حول اللوح وأضحت تطفو على مقربة منه، وتلألأ جسدها وهو يعكس المياه الصافية، ثم وضعت وجنتها على وجنته للحظة وأكملت قائلة: «حينها سنرى.»
الفصل الرابع
فوضى
خلدت ديانا وجيري إلى الفراش في منتصف الليل تقريبا، ثم ليزي بعد ذلك بقليل. لم يكن الشكل المجسد لألف أو هاي ميكس موجودين في تلك الليلة؛ لذا ظل جونزاليس وحيدا. خرج إلى الشرفة واستلقى على بطنه على أحد الكراسي القابلة للطي المصنوعة من الخشب والقماش، يغمره الضوء القادم من القمر، ويفكر فيما حدث بينه وبين ليزي ذلك اليوم.
كان قد تعلق بالإشارات التي منحتها ليزي له، أمارات على أنها تبادله ما يشعر به. لقد بنى على أقل القليل - على كلمات وعد معدودة - هيكلا من الآمال، وشعر بالحماقة إذ جعل سعادته الفورية رهنا بما سيحدث بينهما تاليا. كان مفتونا بها على نحو لم يحدث له منذ سنوات ... لكنه طرد هذه الفكرة عن ذهنه، ونأى بنفسه عن عقد أي مقارنات، راغبا في ترك اللحظات تتكشف بقوتها الخاصة ومفاجآتها.
كان يستطيع الشعور بتحول في أنماط حياته يظهر من رحم تلك الفترة الوجيزة، رغم أنه في حقيقة الأمر لم يحدث الكثير هنا ...
Неизвестная страница