لم يكن جونزاليس يعلم تحديدا ما يفترض به أن يعتقده؛ فمن لحظاته الأولى هنا كان يشعر بتنافر معرفي حاد؛ فالواقعية الشديدة التي يتسم بها العرض الذي تقدمه البيضة المحايدة مفهومة تماما، لكن أي فضاء مشترك مثل هذا من المفترض أن يبين فجواتها وأخطاءها، لكن هذا لم يحدث. كان يكاد يشعر بالمحاكاة وهي تزداد ثراء واكتمالا مع كل لحظة يقضيها هنا.
قال جيري وهو ينهض من الأريكة ويسير نحو النافذة: «سحقا! أين ديانا؟»
قال جونزاليس: «ستكون هنا عما قريب. أخبرني تشارلي أن اندماجها في هذه البيئة سيستغرق بعض الوقت.»
طرق أحدهم الباب، فانفتح على مصراعيه، وخطت ديانا إلى الداخل وقالت: «مرحبا.» ثم تبعها الشكل المجسد لألف وجهاز «الميميكس» (هاي ميكس). •••
جلست ديانا وجيري متجاورين على الأريكة، وقد أراحت يدها على ركبته بينما وضع هو يده على يدها. وفجأة تذكر جونزاليس حلمه، ذلك الخاص بلقاء مع حبيب عابر بعد غياب طويل، وعلم أنه هو والآخرون محض دخلاء هنا. نهض من المقعد الوثير وقال: «أعتقد أنني سأتمشى قليلا. هل يرغب أحد في الانضمام إلي؟»
قال الشكل المجسد لألف: «كلا. لدي أنا وهاي ميكس بعض العمل لنؤديه.»
وقف هاي ميكس وقال لديانا وجيري: «كان من الجميل مقابلتكما.» ثم لوح لجونزاليس وقال: «أراك غدا.» «بالتأكيد.» هكذا قال جونزاليس، وقد لفت نظره الاختلاف بين أن يبدو الشخص موجودا هنا وأن يكون موجودا هنا بالفعل.
غادر الشكل المجسد لألف هو وهاي ميكس، وقالت ديانا: «ليس عليك الرحيل يا جونزاليس.»
قال جونزاليس: «لا أمانع هذا. الجو لطيف بالخارج، وسأكون عند البحيرة لو احتجتما لي. أراكما لاحقا.»
كان الليل دافئا مجددا، وقد تبددت السحب، وأضاء البدر طريق جونزاليس بينما كان يجتاز الطريق الطويل المفضي إلى البحيرة بالأسفل. كان خشب الشرفة القديم قد اكتسى بلون فضي، وامتد طريق صنعه ضوء القمر من منتصف البحيرة إلى طرف الشرفة. سار جونزاليس على الشرفة التي تصدر صريرا ثم جلس على طرفها، ثم خلع حذاءه وجلس ودلى قدميه في المياه التي يضيئها ضوء القمر.
Неизвестная страница