فكر جونزاليس في نفسه قائلا: «جروسباك أيها اللعين. لو كنت قد رتبت استيلاء التايلانديين على الوحدات، فربما تكون أذكى وأحط مما أظن.»
قال جونزاليس: «اللعنة.»
سأله جهاز «الميميكس»: «هل ثمة شيء يمكنني فعله؟» «لا أظن ذلك.» •••
على خلفية من نباتات الأدغال وحوائط الباستيل والمشغولات الفضية الموقعة، تعرف هاي ميكس على أحدث تجسيدات قاعة الاستقبال بفندق بيفرلي روديو. كان السيد جونز يفضل التباهي، حتى أمام أقرانه.
جلس هاي ميكس على مقعد منفرد مصنوع من الكروم اللامع ومكسو بجلد بني في لون الشوكولاتة. كان هاي ميكس يرتدي البنطال الفضفاض المعتاد وسترة من القطن الأسود، وقميصا من الكتان الأبيض المتغضن، وكان ذا وجه حليق وشعر قصير.
جلس شخص على نحو مباغت في المقعد المقابل له: يرتدي سترة رمادية وقميصا أحمر موشى بخيوط معدنية كان يسطع تحت الأضواء، ونظارات سوداء الإطار لها عدسات داكنة، وشعر مدهون بالكريم ومصفف إلى الوراء، ولحية سوداء قصيرة وشارب.
قال هاي ميكس: «سيد جونز.»
أخذ الشخص الآخر نفسا طويلا بطيئا من سيجارة بنية وقال: «هاي ميكس، أي خدمة يمكنني أن أسديها لك؟» «إنه جونزاليس. منذ عودتنا من ميانمار وهو خامل تماما، لم يهتم بشئون العمل.» «استجابة تالية على الصدمة، امنحه بعض الوقت وسيكون بخير.» «كلا، إنه لا يحتاج إلى وقت، بل إلى عمل. ألديك شيء؟» «ربما. لم أجر أي بحث شخصي، وربما لا يناسبه العمل تماما.» «لا يهم ذلك، امنحه إلى جونزاليس. إنه بحاجة إليه.» «كما تشاء. ستسمع خبرا رسميا في وقت لاحق من اليوم.»
تبدد العالم من حولهما، وتحول إلى غيمة من الدخان ، واختفى شكل السيد جونز وعاد إلى هويته الأصلية بوصفه مرشد تراينور، بينما عاد هاي ميكس إلى صورته الأصلية بوصفه جهاز «الميميكس» الخاص بجونزاليس. (لعلك تتساءل عن سبب اختيار هاتين الماكينتين لهذا التنكر المعقد، أو عن سبب عدم معرفة أي شخص بحدوث أمور كهذه. أما بشأن لماذا؟ أو من؟ فلا يوجد جواب. فهؤلاء هم اللاعبون الجدد، وهذه هي لعبتهم.
مرحبا بك إذن في الألفية الجديدة.)
Неизвестная страница