لم يسبق أن انتاب جونزاليس شعور كهذا؛ كان يشعر بالموت يتسلل إلى عموده الفقري وأحشائه وحلقه وأنفه، وكأنه يمس جلده، إنه الموت المصحوب برائحه كريهة ... احتراق، احتراق.
الفصل الثاني
هل يمكنني مساعدتك في شيء؟
مع انقضاء الصباح، أخذت الشمس تبتعد عن الزجاج الملون، وبدأ الظلام يغمر الغرفة. ظلت أضواء الشاشة وحدها مضاءة؛ إذ كانت صفوف ثابتة من اللون الأخضر تعلو أعمدة وامضة من الأرقام الظاهرة على السطح الأزرق الفاتح للشاشة.
أخذ روبوت التنظيف المنزلي، الشبيه بكيس منتفخ في حجم الإوزة، يعمل في صمت عبر الأرضية، منظفا أركان الغرفة، ثم غادرها بينما مجسات الحركة أدناه تصدر صوتا أشبه بصوت حفيف الرياح وهي تهب على عشب جاف. •••
أخذت شاشة مقصورة الطائرة تومض بينما كان كمبيوتر الطائرة يتلقى أكواد الهبوط، وبعد ذلك ثبتت الطائرة في شبكة هبوط مطار بانكوك وبدأت تهبط في سلاسة عبر أنبوب غير مرئي. ثم هبطت الطائرة على الأرض بتوجيه من أذرع إلكترونية.
استدار الطيار إلى جونزاليس أثناء هبوط الطائرة وقال: «سيتعين علي الإبلاغ عن الهجوم. لكنك محظوظ؛ فلو أننا هبطنا في ميانمار لأحاط بك المحققون الحكوميون إحاطة السوار بالمعصم، وحينها سيتعين عليك أن تنسى فكرة المغادرة لأيام، وربما لأسابيع. أنت بخير الآن؛ فقبل أن يطلعوا على التقرير ويطلبوا من التايلانديين احتجازك، ستكون قد غادرت بالفعل.»
في تلك اللحظة كان آخر ما يريده جونزاليس هو قضاء أي وقت في ميانمار. قال: «سأغادر بأسرع ما أستطيع.»
الآن وقد انتهى كل شيء، كان بإمكانه استشعار الخوف وهو يتصاعد داخله كما لو كان قد تناول للتو عقارا خطيرا. وفي محاولة لتهدئة نفسه فكر في نفسه قائلا: «في الواقع لم يحدث شيء، عدا أن هذا الموقف أرعبك بشدة، هذا كل ما في الأمر.»
حين استقرت الطائرة على منصة الهبوط، وقف جونزاليس وذهب لأخذ أمتعته من قمرة الأمتعة المفتوحة. جلس الطيار يشاهد بينما أخذت الطائرة تمر بإجراءات الإيقاف الخاصة بها.
Неизвестная страница