186

Халладж

الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)

Жанры

فالله سبحانه ليس في العالم ، ولا العالم خلو منه، ليس محدودا فيه، وليس خارجه، فما العالم إلا تجليه، فهو في كل مكان، وليس في كل مكان، في كل جهة وليس له جهة، أو كما يقول الحلاج في مواجيده: «أين أنت؟ وأين مكان لست فيه؟»

ويقول الحلاج وهو من أبلغ الكلم في جلاء مذهبه التوحيدي:

1 «الحق تعالى أوجد هذه الهياكل على رسم العلل، منوطة بالآفات، فانية في الحقيقة، وإنما الأرواح فيها إلى أجل معدود، وقهرها بالموت، وربطها في وقت إتمامها بالعجز.

وصفاته تعالى باينة عن هذه الأوصاف من كل الوجوه، فكيف يجوز أن يظهر الحق فيما أوجده بهذا النقص والعلة؟ كلا وحاشا، وثبت أن الحق سبحانه وتعالى ألزم في كتابه وصف العبودية للخلق أجمع، فقال:

وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

وقال:

إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا

فكيف يجوز أن يحل فيما ألزمه وصف النقص، وهو العبودية، فيكون مستعبدا معبودا؟!» أيتهم الحلاج بعد ذلك بالحلول؟!

قال المزني: «دخل الحسين بن منصور - رحمه الله - مكة، فسئل عن شهادة الذر للحق بالوحدانية وعن التوحيد، فتكلم فيه حتى نسينا التوحيد، فقلنا: هذا يليق بالحق؟ فقال: هذا يليق به، من حيث رضي به نعتا، ولا يليق به وصفا ولا حقيقة، كما رضي بشكرنا لنعمه، وأنى يليق شكرنا بنعمه؟!»

ويقول السلمي في حقائق التفسير: «سئل الحسين بن منصور هل ذكره أحد على الحقيقة، فقال: ليس له إدراك، ولا لغيبه هتاك، له من الأسماء معناها، والحروف مجراها؛ إذ الحروف مبدوعة، والأنفاس مصنوعة، والحروف قول القائل.

Неизвестная страница