Халладж
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Жанры
يقول الدكتور عبد الوهاب عزام:
8 «فكان عند الصوفية ولا سيما صوفية العجم والهند، كالمسيح عند النصارى، واتخذوا كلماته شعارا ودثارا، وأشادوا بذكره، وجعلوه مثلا للصوفي الفاني في الله.»
ويقول المستشرق ماسنيون:
9 «إن أقوال الحلاج ترسم له حياة بعد موته، ذات طابع حضاري عميق، وأكثر صدقا من الناحية الاجتماعية، من الشهرة الأدبية التي نالتها نماذج، مثل الإسكندر أو قيصر لدينا في الغرب.»
ثم يقول: «كان الحلاج، نموذج الولي الذي مجده الشعب التركي المجاهد الذي أقبل على الإسلام في أعقاب مصرع الحلاج.»
ويتحدث فريد الدين العطار عن مدن العشق السبع، ثم يقول: «الحلاج ذلك الشهيد العالمي، الذي قدم للدنيا صورة الولاية الكبرى، وقد بلغت أوجها في تضحية حربية، مليئة بالرجولة، مليئة بالإلهام.»
ويستعرض ماسنيون الامتداد الروحي للحلاج. فيقول: إن دم الحلاج يعتبر بذرة روحية تضمن استمرار الإلهام لمحبيه. ثم يقول: «والحلاج يدعى في الدعوات الشخصية، خصوصا في بلاد الترك لوقف بكاء الأطفال الصغار، ولا يزال قبره التذكاري الخالي من رفاته الذي أقيم له في بغداد كعبة الزائرين.
والمزمار الرئيسي في الحفلات الموسيقية الروحية عند المولوية يدعى باسمه - نادي منصور.»
لقد كان الحلاج دائما يقول في دعواته: «يا معين الفناء علي أعني على الفناء.»
وسواء كان يقصد فناء الحب، أو فناء الامتداد الروحي، فقد استجاب الله الدعاء، فاستعصى الحلاج على الفناء، وحلق خالدا في آفاق الشهداء ، وستبقى قطرات دمه بذرة روحية، تضيف في كل يوم إلى التصوف الإسلامي قوة ونماء.
Неизвестная страница