Так говорил Наср Абу Зайд
هكذا تكلم نصر أبو زيد (الجزء الأول): من نص المصحف إلى خطابات القرآن
Жанры
ولا نأخذ هذا، نظرية في الشعر من القرآن، هذا هو المجال الخصب أن هؤلاء العرب يعرفون الشعر، يعرفون سجع الكهان. وقد سمعوا خطابا لم يقولوا لمحمد ليس من الأفق الأعلى، وإنما كما يقولون: لا بأس، أنت شاعر آخر، أنت كاهن آخر. ولما تأثير الخطاب وصل أقصاه قالوا «ساحر». والرواية التي تروى معروفة ومشهورة، عن سحر لغة القرآن، تأثير اللغة، ونحن نسمع هذه المرويات ونعجب بها، ولكن لا ندخل في تحليل هذه المرويات.
الخطاب مع اليهود، مع أهل الكتاب، ومع اليهود، وهو خطاب يتضمن نقل قول اليهود، طوال الوقت، الخطاب مع أهل مكة كان خطابا يقوم على هذه المجادلة، حتى وصلوا أن قالوا
لو نشاء لقلنا مثل هذا ، فرد فعل القرآن، محاجة القرآن تحدي،
فأتوا بسورة من مثله ،
فأتوا بعشر سور مثله مفتريات
هو التحدي. سألني طالب يوما، وهذا سؤال لم أجب عنه حتى الآن: «يعني إيه يا أستاذ مثله؟»
فأتوا بسورة من مثله ، كيف يأتون بمثل القرآن إلا القرآن نفسه؟ ليس هناك مماثلة، لا تستطيع أن تقلد أسلوبا. وأصارحكم القول، الحل الذي توصلت له أن القرآن يتحداهم كنوع من التحدي الملزم، لا يمكن لأحد أن يأتي بمثل أي شيء. لو شاعر كتب قصيدة عبقرية، تحدى بها الشعراء، وقال اكتبوا قصيدة مثلها، كيف يكتب قصيدة مثلها؟ لازم يكتب قصيدة ثانية، ربما تكون على نفس المستوى، لكن مثلها لا يمكن. هذا مستحيل لغويا، هنا التحدي تتصاعد نغمته في القرآن، إذا رتبنا آيات التحدي حسب ترتيب السور، تتصاعد نغمته كأن النص أو الخطاب يحاول أن يفرض هيمنته. العرب حاولوا، لكن قالوا كلاما آخر ليس له علاقة بالقرآن. لا يمكن إنتاج خطاب مثل خطاب. من علمنا هذا؟ الشيخ عبد القاهر الجرجاني: «لا نظم يشابه النظم إلا أن يكون تكرارا له.» لو أخذت تركيب الجملة، ورفعت كلمة، ووضعت كلمة «فهو نظم آخر». فحين يقول بمثله، بمثله تأثيرا، بمثله تقبلا، مفتوح المعنى على «بمثله». وهذه من بركات أن يكون الإنسان معلما، ويجد طلبة يسألونه أسئلة لا يعرف إجاباتها. هذا السؤال سئلته منذ أكثر من عشرين عاما، لكنه لم يفارق ذهني، وأنا أذكر هذا الطالب، لا أذكر اسمه، ولكن أذكر شكله وملامحه، وهو يسأل ببراءة شديدة جدا: «يعني إيه يأتون بمثله يا أستاذ؟» فقلت له «يا بني لا أعرف.»
الخطاب مع أهل الكتاب أكثر تعقيدا. من هذا، كل خطاب نص وليس كل نص خطابا، لكي أميز الخطاب أميز علامات الخطاب، المتكلم المتكلمين، الأصوات المخاطب المخاطبين، فحوى الخطاب، نمط الخطاب، تقسيم القرآن إلى خطابات، هذا عمل مطلوب. لكن حين يتحدد الخطاب، وتتحدد عناصره يكون التحليل تحليلا نصيا؛ لأنه في النهاية خطاب في اللغة، لكن ليست بنية القرآن كله بنية نصية.
مصادر صياغة مفهوم النص
علم الكلام: سأمر على هذه المسائل بسرعة؛ لأن مصادر صياغة مفهوم النص هي المصادر التي تحدثت معكم عنها في المحاضرتين السابقتين؛ علم الكلام والفلسفة يقفان عند المتكلم. ومفهوم الكلام الإلهي، هل هو من صفات الذات أم من صفات الفعل؟ يعني يقف عند مفهوم مؤلف، لكن المتكلم القديم أوعى من أن يستخدم كلمة مؤلف؛ لأن كلمة تأليف في اللغة العربية تعني أن يأتي بشيء من هنا وشيء من هنا ويؤلفه. لكنه وقف عند المتكلم كبؤرة الدلالة، وليس عند الخطاب كبؤرة الدلالة. من هنا فإن علم اللاهوت كله دخل في هذه المسألة، صفات الذات، هل الصفات عين الذات، أم غير الذات، وهل الكلام فعل أم صفة ذاتية، والخلاف بين المعتزلة وخصومهم حول هذه القضية؛ لأن الكلام لو هو صفة إلهية فهو قديم؛ لأن الصفات الذاتية الإلهية قديمة. وإذا قال قديمة، فهذا يدخلنا في مفهوم اللغة القديمة ... إلخ.
Неизвестная страница