Так говорил Заратустра: книга для всех и для никого
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Жанры
إن شيئا من السحر يفوح من منبره العالي، وما يجتمع هذا العدد من الشبان عبثا حول خطيب الفضائل.
إن قاعدة هذا الحكيم إنما هي: اسهروا لتناموا. وفي الحقيقة لو لم يكن للحياة معناها ووجب أن أختار لها حكمة لا معنى لها لما كنت أجد أفضل من هذه القاعدة.
لقد أدركت الآن ما كان يطلب الناس قبل كل شيء عندما كانوا يفتشون على أوليات الفضائل، إنهم كانوا يطلبون النوم الهنيء والفضائل التي يتجلى على مفرقها تاج المخدرات، وما كانت الحكمة في عرف حكماء المنابر، وقد نالوا الإعجاب والثناء، إلا قاعدة نوم لا تقلقه الأحلام. إنهم لم يكتشفوا معنى أفضل من هذا المعنى للحياة.
وكم في أيامنا هذه من أناس يشبهون هذا الواعظ في دعوته إلى الفضيلة غير أنهم أقل إخلاصا منه، ولكن هذا الزمان لم يعد زمانهم ولن يطول وقوفهم والكرى يراود أفكارهم فهم عن قريب سيمددون.
طوبى لمن دب إلى عيونهم النعاس! إنهم عما قريب سيرقدون.
هكذا تكلم زارا ...
المأخوذون بالعالم الثاني
وترامى زارا يوما بخياله إلى ما وراء الإنسانية، فتراءى هذا العالم لديه كما يراه جميع المأخوذين بالعالم الثاني خليقة رب متألم مضطرب، فقال: رأيت الدنيا كأنها أحلام نائم أبدعت أبخرة حوالة متلونة ترتد عنها ألوهية النفس على غير رضى، وقد لاح لي الخير والشر والأفراح والأحزان، وذاتي وذات الآخرين كما تلوح الأبخرة الملونة لعين المبدع، ولعل المبدع أراد أن يتحول ببصيرته عن ذاته فأوجد العالم.
لا ينتشي المتألم بمسرة أشد من مسرته حينما يعرض عن آلامه وينسى نفسه، هكذا تكشف لي العالم يوما فرأيت مسرته ثملا ونسيانا ، وهو يتقلب أبدا في نقائصه معكسا للتناقض الأبدي.
نظرت إلى العالم يوما فلاح لي مسرة مسكرة يتمتع بها مبدع غير كامل خلقته أنا، فجاء ككل أعمال البشر جنة بشرية.
Неизвестная страница