Так говорил Заратустра: книга для всех и для никого

Филикс Фарис d. 1358 AH
176

Так говорил Заратустра: книга для всех и для никого

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Жанры

وتراهم أحيانا يمزجون تقواهم بالسرور فيتلقون دروسا للعزف على القيثارة عند موسيقي يتلمس الطرق الموصلة إلى قلوب الصبايا وقد أتعبه ثناء العجائر.

أو يذهبون إلى حكيم لم يستكمل جنونه؛ ليتمرنوا على الرهبة والخوف فيقف معهم في غرفة مظلمة منتظرين ظهور الأرواح وقد طارت أرواحهم شعاعا.

أو هم يتنصتون إلى دجال هرم يتجول منشدا بنبرات لقنها الريح الأنين، فهو يقلد الريح داعيا إلى الحزن بصوته الحزين.

ولقد اتخذ بعضهم مهنة الحراسة في الليل، فتعلموا النفخ في الأبواق ليذهبوا في الظلمة ويبعثوا كل قديم طواه الزمان.

مررت أمس قرب جدران الحديقة وقد أخلقها الدهر فسمعت من حارسين خمس كلمات تدور على القديم البالي.

قال أحدهما: إن هذا الإله يعتني برعاية أبنائه، فالآباء من البشر أشد عناية منه بأبنائهم.

فأجاب الآخر: لقد أدركه الهرم فهو لا يهتم لهم. - وهل لهذا الآب من أولاد؟ - من سيثبت هذا إذا هو لم يثبته بنفسه، ولطالما تقت أن أراه آتيا ببرهانه عن جد. - أهو يأتي بالبرهان؟ وفي أي زمان أقام شيئا من الأدلة؟ إنه ليستصعب الإثبات ولكنه يتمسك بأن يؤمن الناس به. - أجل! إن الإيمان ينقذ هذا الأب، وإذا قلت الإيمان فإنما أعني إيمانه هو بنفسه، وتلك شيمة من بلغوا من العمر عتيا، أفما نحن شيوخ وكلنا أشباه؟

بهذا كان يتحدث حارسا الليل، وحراس الليل أعداء للنور، ونفخ كل منهما في بوقه بالنغم الحزين.

هذا ما شهدت أمس في الليل، وأنا سائر قرب الجدار القديم، فكنت أحس بقلبي يتفجر ضحكا ويهز أحشائي هزا، والحق أنني سأموت مختنقا بضحكي من النظر إلى الحمير الثاملين ومن سماعي أمثال حراس الليل يرتابون بالله.

أفما انقضى منذ زمان طويل عهد الوقوف عند مثل هذه الشكوك؟ ومن يحق له يا ترى أن يتقدم إلى هذه الأشياء المظلمة الثاوية ليبعثها من لحودها؟

Неизвестная страница