Так говорил Заратустра: книга для всех и для никого

Филикс Фарис d. 1358 AH
156

Так говорил Заратустра: книга для всех и для никого

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Жанры

لقد اجتزت الغسق في أشد فتراته وجوما، اقتحمته وقد تقلصت شفتاي وعلا وجهي الاغبرار، وكنت شاهدت من قبل شموسا كثيرة تجنح إلى الغروب.

رأيت أمامي طريقا يتسلل على جروف المرتفعات، طريقا وعرا تعرى جانباه من كل نبات فدفعت عليه أقدامي أتحداه فأسمع صريف حصاه تحتها.

مشيت صامتا أحاول تثبيت الحصى المتطايرة بخطواتي؛ لأنجو من الانزلاق عليها.

واعتليت فإذا بروح الكثافة وهو عدوي الألد يشد بي إلى الأعماق، واعتليت أيضا فإذا بهذا الروح المطبق علي كالقزم من الناس والخلد من سكان الأوجار يسكب في أذني ودماغي كلمات ثقيلة كالرصاص، فسمعته يقول لي متمهلا هازئا: أي زارا، أيها الحجر المدعي الحكمة، لقد رشقت نفسك إلى ما فوق، ولكن أي حجر ارتفع ولم يسقط عائدا إلى مصدره؟

أي زارا أيها الحجر الحكيم المنقذف إلى العلا ليزعزع الكواكب في مدارها ما أنت إلا القاذف والمقذوف معا، فلا بد لك من السقوط ككل حجر يرشق إلى ما فوق. لقد حكمت بالرجم فكان حكمك به على نفسك، وهذا الحجر الذي فوقته سيرجع ساقطا عليك.

وسكت القزم طويلا حتى ضاقت من سكوته أنفاسي، فالرفيق الصامت يشعرك بوحشة الانفراد أكثر مما تشعر بها وأنت وحدك لا رفيق لك.

وارتقيت أيضا وأنا تائه في تفكيري وأحلامي شاعر بتزايد الضيق في صدري كأنني عليل نبهته أضغاث أحلامه فاستفاق ليشعر بأوجاعه.

غير أنني أعهد بنفسي قوة أسميها شجاعة، وهي القوة التي أرغمت بها كل وهن في نفسي، بهذه الشجاعة تذرعت فصحت بالقزم قائلا: إن واحدا منا يجب عليه أن يتوارى.

ما من قاتل كالشجاعة التي تهاجم، وما من فيلق يتقدم إلا وفي طليعته الأنغام الحاديات.

إن أوفر الحيوانات شجاعة إنما هو الإنسان الذي قهر بشجاعته سائر الحيوانات، وتغلب على جميع الأوجاع ماشيا وراء حاديات الأنغام بالرغم من أن أوجاع الإنسان أشد ما في الكون من أوجاع.

Неизвестная страница