Так говорил Заратустра: книга для всех и для никого
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Жанры
إن بين الإفراط والتفريط قيد أنملة، فلا تحتقروا هذا المدى لأنه بعيد وإن قصر، وفيه الأهمية الكبرى. ولكن عضلات العظماء لا تلجأ إلى السكون وإرادتهم لا تنضب، وما من جمال إلا في تنازل القوة إلى الرحمة وحلولها في المنظور.
إنني لا أطالب بالرحمة سواك، أيها المقتدر، فلتكن الرحمة آخر مرحلة تقطعها في انتصارك على ذاتك، وما كنت لأفرض الخير عليك لولا أنني أراك قادرا على ارتكاب كل الشرور، ولكم أضحكني أولئك الصعاليك يعدون أنفسهم رحماء وقد شلت يدهم ولا حول لهم ولا طول.
عليك أن تتمثل في فضيلتك بفضيلة الأعمدة التي تزداد بهاء ودقة وصلابة في لبابها كلما ازداد ارتفاعها.
أجل أيها الرجل العظيم إنك ستبلغ الجمال يوما، فترفع المرآة إلى وجهك لتتمتع برؤية جمالك وعندئذ تختلج روحك بالشهوات وعندئذ تتجلى العبادة في غرورك.
لا يقترب البطل في أحلامه إلى مرتبة البطل الكامل ما لم يغفل الروح ويتحول عنها.
هكذا تكلم زارا ...
في بلاد المدنية
ذهبت بعيدا طائرا في أجواء المستقبل فارتعشت وذعرت عندما نظرت ما حولي فما وجدت من معاصر لي غير الزمان. وليت الأدبار مسرعا حتى وصلت إليكم، يا رجال اليوم، ونزلت بينكم في بلاد المدنية، فألقيت عليكم أول نظراتي بصفاء نية؛ لأنني جئتكم بقلب مصدوع، ولا أعلم ما أهاب بي إلى الضحك بالرغم من ارتياعي، فإن عيني ما رأت من قبل مثل هذه الخطوط والألوان.
ذهبت في ضحكي وقد ارتعش قلبي واصطكت رجلاي، فقلت في نفسي: «لعل هذه مصانع الآنية الملونة.»
لقد برزتم أمامي يا رجال اليوم، وعلى وجوهكم وأعضائكم من الألوان عشرات الأنواع، وحولكم عشرات المرايا تعكس تموجات ألوانكم، والحق أنكم لا تستطيعون أن تجدوا ما تتقنعون به أشد غرابة من وجوهكم نفسها، فمن له أن يعرف من أنتم؟
Неизвестная страница