فلما أزاحت النقاب بان تحته وجه يتدفق مهابة وعينان دعجاوان، وثغر حسن، وآثار الصحة بادية في وجهها من سكنى البر. فدهش طويس من جمالها، ولما رأى استئناسها به فرح وقال وهو يمشي نحو البساط الذي كانت هي جالسة عليه: «إن سروري تم بلقياك أيتها الشاعرة البارعة. وقد كنت أعجب لما أسمعه من شغف توبة بك وإشادته في الأشعار بذكرك وأنت زوجة لسواه. فلما رأيت هذا الوجه علمت السر الذي دعاه إلى ذلك.»
فلما سمعت ليلى اسم توبة علا وجهها الاحمرار وكأنها خجلت وطأطأت رأسها حياء، ثم رفعت بصرها إليه وقالت: «وهل سمعت شيئا من قوله؟»
قال: «سمعت كثيرا، ولكنني أذكر هذه الأبيات فقط:
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت
علي ودوني جندل وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة، أو رفا
إليها صدى من جانب القبر صائح
وأغبط من ليلى بما لا أناله
ألا كل ما قرت به العين صالح.»
ولم يتم كلامه حتى اصفر وجه ليلى. وأدركت عزة ذلك فيها فأحبت الترفيه عنها فدعتها إلى الطعام والغسل، فشكرتها وذكرت أنها لا تحتاج إلى شيء من ذلك، وإنما جاءت لزيارتها ساعة لتسمع حديثها وتطرب بغنائها ثم تنصرف.
Неизвестная страница