ولا يجوز لأحد أن يسأل الرسول صلي الله عليه وسلم قضاء حاجة أو تفريج كربة أو شفاء مريض أو نحو ذلك؛ لأن ذلك كله لا يطلب إلا من الله سبحانه، وطلبه من الأموات شرك بالله وعبادة لغيره، ودين الإسلام مبني على أصلين: أحدهما: ألا يعبد إلا الله وحده. والثاني: ألا يعبد إلا بما شرعه الله والرسول صلي الله عليه وسلم.
وهذا معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
تنبيه
ليست زيارة قبر النبي صلي الله عليه وسلم واجبة ولا شرطًا في الحج كما يظنه بعض العامة وأشباههم، بل هي مستحبة في حق من زار مسجد الرسول صلي الله عليه وسلم، أو كان قريبًا منه أما البعيد عن المدينة فليس له شد الرحل لقصد زيارة القبر، ولكن يسن له شد الرحل لقصد المسجد الشريف، فإذا وصله زار القبر الشريف وقبر الصاحبين، ودخلت الزيارة لقبره ﵇ وقبر صاحبيه تبعًا لزيارة مسجده صلي الله عليه وسلم، وذلك لما ثبت في الصحيحين أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:"لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثة مساجد: المسْجد الحرام ومَسْجدي هذا والمسجد الأقْصَى"
1 / 78