وجلست على قرافيصي وأمسكت الرجل من يديه وأنا أستحلفه أن يروي لي كل شيء عن السلطان.
واستمع لي الرجل وهو يحدق ناحيتي بعينيه المغلقتين حتى خيل إلي من طول ما جلس أنه بلا حراك، ولكن بعد أن انتهيت رفع رأسه وواجهني، كانت عيناه محمرتين، ولكنه لم يكن يبكي وصرخ في فجأة: «وتتهجم على السلطان بالشكل ده ليه؟!»
وأفهمته بخفوت أني لا أتهجم، أنا فقط أسأل.
وعاد يقول بغلظة وغضب: «وأنت مالك وماله؟! ما تخليك في حالك وتسيب الناس في حالها!»
وأجفلت.
وقال جدي: «مافيهاش حاجة يا سيدنا، دا بيسأل، هو السؤال حرام؟! قول له.»
وفجأة أيضا سكت الرجل، وسقط رأسه على صدره وهو يقول بصوت باك وكأنه يؤنب نفسه: «أيوه، أقول له، أقول له، أقول له على حبيبي السلطان، دا كان يا بني راجل مبروك.»
فقلت بانفعال: «مبروك ازاي؟ له معجزات؟»
فقال: «مبروك! ما تعرفشي يعني إيه مبروك؟! أمال أفندي إيه؟! بقى اللي شتت العدوين ما يبقاش مبروك؟! بقى اللي هزم الكفار ما يبقاش مبروك؟! أمال أنت اللي مبروك؟!»
فقلت وأنا ألهث: «مين العدوين دول؟»
Неизвестная страница