Рассказы Исы ибн Хишама
حديث عيسى بن هشام
Жанры
لا يتفق مع الخصم، ولا يسرق من «الرسم» قال: اطلب من أنواع المحال، أن يحمل الذر الجبال، ولا تطلب في محام اجتماع هذه الشروط، فينتهي بك الأمر إلى اليأس والقنوط، ولمحاولة الارتقاء فوق متن العنقاء،
2
أيسر من ذلك مطلبا، وأوسع مذهبا.
وأقسم لك بخالص الود، أني لا أثق منهم بأحد، وكيف تكلفني أن أنتقي لك ذئبا من الذئاب، وأحمل على كاهلي عبء اللوم والعتاب، فأعفني من هذا الاختيار والانتقاء، عافاك الله من جميع الأسواء، ثم ما لبث أن خلفني ومضى، وتركني على مثل جمر الغضى، فسرت كئيبا حزينا، أبغي سواه مرشدا ومعينا، ولما لم أجد من أصحابي من يتكفل علي عهدته، باختيار محام يوثق بذمته، قصدت أحد المعلومين عندي بكثرة الخصومات، وطول المحاكمات، فكاشفته بطلبتنا ليكشف من مصيبتنا، فقال: اعلم أن المحامين الشرعيين أجناس وصنوف، فمنهم المبصر ومنهم المكفوف، وفيهم - كتب الله لك السلامة - صاحب «الطربوش» وصاحب العمامة، وأنا أدلك على أهونهم شرا، وأقلهم ضرا، وأخفهم رزية وبلية، وأكثرهم علما بالحيل الشرعية، فعليك بفلان وبيته معلوم، في منتهى «حارة الروم»، فقصدنا البيت نشق طرقا معوجة، ونخترق ثنيات مزدوجة إلى أن انتهينا إلى باب دار، كأنها مطلية بالقار،
3
تسورت بأكوام من الأقذار، وتلفعت بتلال من الأوضار، ورأينا عند مدخل الباب صبية يلعبون بالتراب، ومن بينهم طفلة تجمع على وجهها من الذباب، مثل البرقع تنقبت به قبل أوان النقاب، ولما تخطيناهم غشيتنا رائحة المرحاض، فاستندنا هناك على هضبة أنقاض، بجانبها مذود أتان، يزاحمها عليه إوزتان وبطتان، ثم اهتدينا إلى حجرة في جهة اليمين، فرأينا أمامها فرانا ينادي: «العجين» «والأجرة»، فسألناه عن رب الدار فأشار إلى الحجرة، فدخلنا فوجدنا فيها حصيرا تغطى بالغبار والحصباء، ومتكئا تعرى من الفراش والغطاء، وفي زاوية من زوايا المكان، سراج لا ينفذ نوره من تكاثف الدخان، وفي أعلى رفوف الرواق، أحمال كتب وأوراق، قام لها نسيج العناكب مقام الوقاية والتجليد، وألصقتها الرطوبة فحفظتها من التوزيع والتبديد، وفوق الأرض زجاجات مطروحة من المداد، وفي بياض الحائط تسويد وتخطيط من لعب الأولاد، وبصرنا برجل:
تغير حناؤه شيبه
فهل غير الظهر لما انحنى
ووجدناه جالسا على سجادة الصلاة، وعن يساره امرأة كأنها السعلاة،
4
Неизвестная страница