Рассказы Исы ибн Хишама
حديث عيسى بن هشام
Жанры
إن كان هذا حكمكم في القاضي، فما الحكم في عضو النيابة الذي عيرني بشرف رتبتي؟
المفتش :
أنا لم أطلع بعد على أوراق القضية وتفصيل المرافعة، ولكن ما انتشر في «مصباح الشرق» من كلام (النائب) لا يؤخذ منه معنى التعيير بالرتبة، بل كان غرضه أن يثبت أن الرتبة مهما عظم شأنها لا يكون من حقها هضم حقوق الضعفاء والامتياز بها على الناس أمام القانون ، فإنها قاصرة على صاحبها لا تجعل له سبيلا على محروم منها، ولا بأس عليكم من كلام النائب في هذا الباب، فإنه جرى بيننا مجرى العادة في هذا العصر.
الباشا :
إذا كان للقاضي العذر وللنائب الحق، فما فائدة تظلمي لكم وحضوري أمامكم؟ أفما كان من اللائق أن تزجروا القاضي وتؤنبوا النائب وتفحصوا القضية، وتتثبتوا من بطلان التهمة وتنقضوا ذلك الحكم أمامهما؟
المفتش :
ليس ذلك من اختصاصنا، وإذا وقع من أحد رجال المحاكم ما يخالف واجب وظيفته، فالنظر في أمره موكول إلى «مجلس التأديب» ولا سبيل لرئيس على مرءوس إلا بحكم من المحكمة، وأنا آسف غاية الأسف لعجزنا عن التصرف في قضيتك، والحكم فيها راجع إلى محكمة الاستئناف وحدها.
قال عيسى بن هشام: وكنت أشاهد في أثناء هذه المحاورة شابا آخر بجانبنا من المفتشين يسطع «طربوشه» احمرارا، ويقلب طرفه ازورارا، تلوح على وجهه مخايل الإمارة، ولا تنفك يده في رفع وخفض «للنظارة» وتشهد عليه سيماه بالتفنن في التدبير، وتدل على قوة الدهاء والتفكير، فلما وصلنا إلى حيث وقف بنا الكلام رأيناه ينادي الحاجب ويقول له:
المفتش الثاني :
علي «بدللوز» و«وجارو».
Неизвестная страница