62

صاحبا كتاب تطور الجنس

Evolution of sex

وغيره من المراجع المعتد بها في علم الحياة.

فهذان العالمان الجليلان ينزلان بالفارق بين الجنسين إلى قرارة المادة الحية التي تتمثل في النبات، ويوشك أن يجعلا في الأنوثة شيئا من النباتية التي تمكث في موضعها، وفي الذكورة شيئا من الحيوانية التي تنفق من مادتها بالحركة.

ويمكن أن نتوسع في شرح رأيهما فنقول: إن التفرقة عندهما بين الأنوثة والذكورة كالتفرقة بين التجميع والتصريف، أو بين الاختزان والاحتراق ، أو بين الاحتجاز والاندفاع.

ففي كل كائن حي عملان كيميان يتقابلان ويتكافآن، وهما البناء والتصريف، أو جمع الغذاء وحرق ما اجتمع منه.

ويتبين هذا في الورقة الخضراء التي يعرضها النبات للشمس فيجري فيها بناء مادة من السكر وما شابهه، وذاك فيما يرى العالمان الجليلان أهم عمل كيمي في الخليقة؛ لأن جزءا من قوة شعاع الشمس يستخدم لصنع مركبات الكربون من ثاني أكسيد الكربون الذي في الهواء وفي ماء التربة.

ولوفرة المادة التي يبنيها النبات لغذائه يستطيع أن يعتمد عليها كما يعتمد معه آكلو العشب من جميع الأحياء.

إلا أن الحي الذي يتحرك ويعمل يحرق جزءا من مركبات الكربون فيه وتنطلق القوة منه كما تنطلق من الآلة البخارية.

فالذكورة هي حالة البنية التي تتطلب احتراقا أعنف وأكثر وأقرب إلى الاطراد من الأنوثة، والأنوثة هي حالة البنية التي تتطلب تجميعا للغذاء أهدأ وأقرب إلى القرار من الذكور.

Неизвестная страница