جسم الرجل الجميل جميل التكوين لذاته لا لأنه منظور فيه إلى مخلوق آخر يتوقف عليه.
هو الجمال في صورة الاستقلال.
أما جسم المرأة ففيه الثديان، وفيه الرحم الذي يحمل الجنين، وفيه تركيب الحوض الذي يختلف به قوام المرأة وقوام الرجل في نماذج الجمال، مع اختلافهما بالكتفين والصدر والتنفس تبعا لذلك الاختلاف، ومع اختلافهما تبعا لذلك الاختلاف أيضا بما تحت البشرة من طبقة دهنية لا شك أنها مفضلة في جسم المرأة لحماية الجنين.
فهذه التبعية واجبة في ملاحظة جمال المرأة والحكم عليه.
وتحضرنا في هذا الصدد نماذج ثلاثة للجمال لعلها هي النماذج الإنسانية التي تستحق العناية بها عند كل بحث فيه.
وهي النموذج العصري، ونموذج العرب، ونموذج اليونان.
فالعصر الحاضر عصر الخفة والآلة السريعة والقصد في الوصول إلى الغاية، يميل إلى التخفيف من جسم المرأة ويبالغ فيه، وتؤدي به المبالغة أحيانا إلى الخطأ والعجلة ونسيان الفروق الطبيعية في سبيل المظاهر الصناعية؛ فيكاد أن يسوي بين قوام المرأة وقوام الرجل وهي تسوية تقرب به من التشويه لإهمالها النظر إلى وظائف الأعضاء. ويكاد أن يحصر الجمال النسائي كله في قالب واحد يشبه القوالب الثابتة التي جمد عليها فن الفراعنة في أطوار الركود والاضمحلال.
والعرب أصح ذوقا من المجملين المحترفين في العصر الحاضر؛ لأنهم يصفون المرأة الجميلة كما ينبغي أن تكون.
فكعب بن زهير أصح من معاهد الجمال العصرية حين يقول في وصف مثال الحسناء عنده وهي «سعاد»:
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
Неизвестная страница