فإرادة المرأة تتحقق بأمرين: النجاح في أن تراد، والقدرة على الانتظار.
ولهذا كانت إرادة المرأة سلبية في الشئون الجنسية على الأقل، إن لم نقل في جميع الشئون.
ولعل كلمة «لا» سابقة لكل نية تمتحن بها المرأة إرادتها وصبرها، فأحوج ما تكون إلى الإرادة والصبر حين تنوي ألا تتقدم ولا تسلم ولا تجيب ولا تطيع.
وهنا تتصل هذه الخليقة فيها بخليقة العناد التي سبقت الإشارة إليها.
وقوام العناد كله أن يقاوم المعاند رغبة الآخرين وعمل الآخرين.
فالإرادة التي تتمثل في العزيمة مذكرة، والإرادة التي تتمثل في العناد مؤنثة، أو هذا هو شأن الإرادتين في غالب الأحوال. •••
وليس للمرأة أن تريد غير هذا النوع من الإرادة لأسباب عميقة في أصول التركيب والتكوين.
وموقف الجنسين من الاستجابة لمطالب النوع يهدينا إلى حكمة هذا الفارق من طريق قريب.
فالذكور من جميع الحيوان قد أعطيت القدرة - بتركيبها الجسدي - على إكراه الإناث لاستجابة مطالب النوع طائعات أو مقسورات.
ولا يتأتى ذلك للإناث على حال من الحالات الجسدية؛ فغاية ما عندهن من وسيلة أن يهجن الرغبة في الذكور، وأن يجعلنهم يريدون ولا يستطيعون الامتناع عن الإرادة.
Неизвестная страница