ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوثا ويعوقا ونسرا .
ثم ما لبثوا أن نقلوا أن العربية - في وجه - لا تعرف منعا من الصرف، وحكى الأخفش لغة لبعض العرب تصرف ما لا ينصرف مطلقا في الاختيار، وقال: وكأن هذه «لغة الشعراء»؛ لأنهم قد اضطروا إليه في الشعر، فجرت ألسنتهم على ذلك في الكلام»
32 ... وأين أنتم يا قوم من لغة الشعراء، ترحمون بها صغاركم وكباركم أيضا؟! إن في هذا النص من تعليل الأخفش، ما كان خليقا بأن يهدي النحاة قديما وحديثا إلى المنهج اللغوي الصحيح، حين يقدرون تصرف الألسن في اللغات، وجريانها بها، على نحو ما وصفوا من عمل ألسنة الشعراء، لا على نحو ما يتكلفونه من قواعد نظرية! (و)
الاسم المنقوص: كالقاضي، واختلاف إعرابه بظهور النصب على يائه، وعدم ظهوره في الجر والرفع، فتحذف الياء في المصروف، والنحاة مع هذا يقولون: إن من العرب من يسكن ياء هذا المنقوص في النصب أيضا، وإن الأصح جواز هذا في السعة، بدليل قراءة جعفر الصادق: «من أوسط ما تطعمون أهاليكم»، بسكون
33
الياء. وقال السجستاني بعدما أجازه في الاختيار: «إنه لغة فصيحة.»
34
وعدوه في الشعر من أحسن الضرورات.
35
وإذا كانت لغة فصيحة وقراءة قرآنية، فقد صح أن نستعمل المنقوص دون «أل» بغير ياء في الأحوال كلها، ومع «أل» لا نظهر كذلك على يائه حركة في الأحوال كلها، فيكون اختزالا مريحا وإعرابا غير مضطرب، ويستريح المتعلم من المنقوص وتحريكه استراحته من المقصور.
Неизвестная страница