Это все: Поэзия Брехта
هذا هو كل شيء: قصائد من برشت
Жанры
الذي يصور في لوحات شاعرية منفصلة حياة شاعر صعلوك يقضيها في السكر والانطلاق الغريزي، مستسلما لإحساسه العدمي القاتم بالأرض والليل والحياة (راجع قصيدة «كورال بال» في هذا الكتاب). وبرزت في هذه المسرحية عبقرية برشت اللغوية، وتأثره بالحركة التعبيرية التي كان لها السيادة في ذلك الحين، وقدرته على أن يصدم القراء والمتفرجين بتعبيراته المثيرة المفزعة. ثم كتب عمله المسرحي والتعبيري الثاني «طبول في الليل» في خمسة فصول، وهو يسجل بداية اهتمامه بمشكلات عصره، ويصور فيه قصة جندي من جنود المدفعية عاد إلى وطنه بعد انتهاء الحرب، فوجد خطيبته قد ارتبطت برجل آخر وحملت منه، ودفعه اليأس إلى الانضمام إلى جماعات الثوريين الذين يتخلى عنهم بعد أن تعود إليه خطيبته. وترجع تسمية هذه المسرحية - التي سماها برشت في الأصل سبارتاكوس وتأثر فيها بثورة المحرر الأول للعبيد - إلى الكاتب الروائي والمسرحي ليون فويشتفانجر الذي تعرف برشت عليه في عام 1918-1919م في ميونيخ وظل صديق عمره وزميله في العمل طول حياته. كما تعرف في تلك السنوات على الرسام ومصمم الديكور المسرحي المشهور كاسبارنيهر، والمخرج إريش أنجل والشاعر الاشتراكي يوهانس بيشر.
ماتت أم برشت في شهر مايو عام 1920م وكانت أقرب الناس إليه وأبعدهم أثرا على حياته (راجع قصيدة أمي في هذه المجموعة ). وبموتها بدأت صلاته بأسرته تضعف شيئا فشيئا. وانتقل إلى ميونيخ، وظل يكتب في صحيفة «إرادة الشعب» التي كانت تظهر في أوجسبرج حتى قطع صلته بها في أوائل عام 1921م. وبذلك انتهت أعوام أوجسبرج (التي كان من ثمارها أيضا ولد غير شرعي لم يلبث أن توفي في صغره). وانقطعت صلته بأبيه وأسرته، وبدأت سنوات الاضطراب التي مهدت لاستيلاء النازيين على الحكم في عام 1933م.
لم يكد برشت يستقر في ميونيخ حتى راح يتردد على برلين محاولا أن يضع قدمه فيها، فهو يتفاوض مع الناشرين، ويتعرف على الحياة الفنية، ويرتبط بروابط الصداقة بالممثلين والكتاب، ويزداد عدد فضائحه ونوادره، ويقف على مسرح الحياة الأدبية وكأنه الطفل المفزع الرهيب في الأدب الألماني الجديد!
ومثلت «طبول في الليل» في سبتمبر عام 1922م لأول مرة في ميونيخ، ونجحت نجاحا كبيرا كان بداية شهرته في عالم المسرح، وفوزه بالجائزة المعروفة باسم الشاعر المسرحي الكبير كلايست، حتى لقد كتب ناقد يقول: «لقد استطاع برشت البالغ من العمر أربعة وعشرين عاما أن يغير وجه الأدب الألماني في يوم وليلة.»
وفي عام 1921م بدأ مسرحيته التعبيرية الثالثة «في أحراش المدن» كما كتب أربع مسرحيات من فصل واحد، تأثر فيها بالأدب الشعبي تأثرا قويا، وحذا فيها حذو الممثل الهزلي الشعبي الشهير كارل فالنتين. وهذه المسرحيات «التي نشرت بعد وفاته ضمن أعماله المسرحية الكاملة» هي الشحاذ أو الكلب الميت، يطرد الشيطان، نور في الظلمات، والزفاف.
وفي شهر نوفمبر عام 1922م تزوج برشت الممثلة ماريانه جوزفينه توف التي أنجب منها ابنته هانا ماريانه التي اشتهرت بعد ذلك بدور جان دارك في مسرحيته «جان دارك السلخانات» عندما مثلت لأول مرة في هامبورج عام 1959م.
وفي عام 1923م مثلت مسرحية «في أحراش المدن» في ميونيخ، وهي تعبر عن عزلة الإنسان المطلقة، وغربة الناس عن بعضهم في مدن الأسفلت غربة لا تسمح لهم حتى بأن يعادوا بعضهم بعضا.
وكلف برشت لأول مرة في عام 1924م بإخراج ماكبث، ولكنه تردد عن القيام بالمحاولة؛ إذ بدا له الإقدام على عمل من أعمال شكسبير مخاطرة غير مأمونة ، واستعاض عنه بكرستوفر مارلو، فاقتبس بمعاونة ليون فويشتفنجر مسرحيته «إدوارد الثاني» التي مثلت لأول مرة في ميونيخ في شهر مارس عام 1924م وبدأت تظهر فيها بذور نظريته المسرحية التي ستتطور فيما بعد إلى الشكل الذي نعرفه اليوم باسم «المسرح الملحمي».
وفي عام 1924م انتقل برشت نهائيا إلى برلين، وعمل حتى عام 1926م في «المسرح الألماني» مع المخرج العظيم ماكس رينهارت إلى جانب الكاتب المسرحي كارل تسوكماير. وسرعان ما ألف الحياة في برلين، وجمع حوله كعادته عددا من الأصدقاء والأتباع المتحمسين، من شعراء ورسامين وممثلين وملاكمين.
وقضى برشت عام 1925م في كتابة مسرحيته «رجل برجل» التي مثلت لأول مرة في دارمشتات في عام 1926م. وهذه المسرحية تستهل مرحلة جديدة في حياته الفنية والفكرية، فعندها تبدأ سلسلة مسرحياته (التي ستدعمها فيما بعد عقيدته الاشتراكية) التي يؤكد فيها أن الإنسان يتحدد بالظروف الاجتماعية المحيطة به. وبطل هذه المسرحية إنسان عادي يتحول إلى أداة جهنمية من أدوات الحرب، ويقيم الدليل على أن الإنسان في المجتمع الحديث يمكن أن يستبدل بغيره وأن يشكل على الصورة التي تراد له. وكان برشت قد بدأ يهتم بالنزعة الأمريكية وما تمتاز به من موضوعية ونفعية وعنف وجنون بالرياضة والضجة والتنافس، ويبدي إعجابه بالسلوكية (مذهب واطسون في علم النفس الذي يقتصر على بحث مظاهر السلوك فحسب وينكر ما يسمى بالنفس أو الشعور) كما كان قد بدأ في دراسة الماركسية دراسة منظمة، وحضور الفصول المسائية التي كانت تنظمها مدرسة العمال في برلين، والاهتمام بمسائل المال ومناورات البورصة. وظل حتى عام 1930م يتابع دراساته الاشتراكية، ويتعمق في قراءة هيجل وماركس لتعزيز إيمانه بضرورة الثورة التي تصور أنها ستغير العالم (راجع قصيدته غير العالم فهو يحتاج للتغيير).
Неизвестная страница