والكتاب خاص بالهند، ويشتمل على نحو ألف من أسماء الأعلام، وتعودنا كتابة هذه الأعلام منقولة عن مؤلفات الغرب، فنكتب في صحفنا وكتبنا، مثلا، الكلمات: بوذا، وهيمالايا، وبومباي، ودلهي، إلخ. مع أنها تكتب بالحروف العربية في الهند هكذا: بدهة، وهمالية، وبمبي، ودهلي، إلخ، وأردنا أن نكتب أسماء الأعلام التي تشتمل عليها ترجمة هذا السفر كما في الهند، فبذلنا جهودا غير قليلة للحصول على جداول خاصة من الهند وغيرها، فكان ما يجده القارئ في هذه الترجمة من رسم تلك الأسماء مثل ما في الهند.
وقضينا في سبيل ذلك كله أوقاتا شديدة، ولاقينا مصاعب كثيرة يقدرها القارئ، ولم نر أن نضع لهذه الترجمة مقدمة مطولة ما نشرنا في آخر الكتاب فهرسا مفصلا للموضوعات، وما رأينا قيام هذا الفهرس المفصل مقام المقدمة المطولة، وحافظنا على مظهر الكتاب كما في الأصل على قدر الطاقة، فلم نستثن من صوره ورسومه سوى بعض ما نشره المؤلف بقصد تزيين الكتاب، فيقوم ما اخترناه منها، وهو معظمها، مقامه، ويؤدي إلى الغاية التي وضعها المؤلف أمامه، وفي الكتاب خريطتان من تخطيط المؤلف رأينا إبقاءهما على حالهما لاكتسابهما قيمة أثرية مع الزمن.
وإننا نطمع أن تمتاز هذه الترجمة، التي لم نتجوز فيها قط، بالصحة والوضوح والدقة فلا يضيع فيها معنى، ولا يضطرب فيها لفظ، والله الموفق.
عادل زعيتر
نابلس، فلسطين
مقدمة المؤلف
الهند من الأقطار التي شملت نظر العلماء والسياح والمتفننين والشعراء، وأثارت فيهم حب الاطلاع في كل حين، والهند عالم يختلف عن عالمنا بجوه وهوائه وأرضه وسكانه، ولا شبه بين ما تعرفه الهند وما يعرفه الغرب من الأصول الدينية والمبادئ الفلسفية والفنون والآداب والنظم والمعتقدات.
ذلك العالم العجيب هو زبدة جميع العوالم، وخلاصة ناطقة لجميع أدوار التاريخ، وصورة صادقة للأطوار المترجحة بين الهمجية الأولى والحضارة الحديثة.
ظلت تلك الأطوار التي جاوزها البشر دفينة تحت أعفار العصور زمنا طويلا، وحديثا بدأنا نرفع الكفن الكثيف الذي يرقد تحته أجدادنا، وأخذنا نبعث أسس معتقداتنا ومشاعرنا وخيالاتنا.
والعلم لم يستطع، بالحقيقة، أن يثبت الأطوار التي قطعها الغرب؛ ليبلغ ما وصل إليه من المزاج النفسي والنظام الاجتماعي إلا بعد أن ارتاد حملته أقطارا كثيرة ذات أمم متفاوتة في نشوئها وارتقائها.
Неизвестная страница