المظلة لأبخرة وبيئة قاتلة، وبأنه يسكنها حيوانات مفترسة ذوات قامات عظيمة وقرود كريهة محاكية للإنسان، فبمثل هذا تصور قدماء غزاة الهند الهضاب الواسعة التي دحروا إليها سكان البلاد الأصليين المغلوبين من غير أن يجرءوا على دخولها.
والمراتها هم أول من اقتحموا غوندوانا، وكان ذلك في القرن الثامن عشر، فبسطوا سلطانهم غير الفعال عليها، وفي زماننا أسفرت جهود الإنجليز عن فتح أبوابها، وعن تعقب الهمجية الفطرية في ملاجئها المخيفة.
ويرد الآدميون، الذين التجئوا إلى غوندوانا والذين يدحرون إليها بين حين وآخر، إلى ثلاث جماعات أساسية: البهيل والكول والغوند، وهؤلاء الغوند هم الأكثر عددا والأقدم إقامة، فأطلقوا اسمهم على ذلك القطر.
والبهيل:
وهم من الدراويد، قد درسنا أمرهم في فصل آخر، ولا يسكن غوندوانا غير 20000 شخص منهم مع ذلك، ومقر البهيل الدراويد الحقيقي هو في الشمال والغرب مع ذلك.
والكول:
وقد عادوا لا يكونون من الدراويد، لا يسكن غوندوانا منهم غير 40000 تقريبا، وينتشرون، على الخصوص، في جهوتاناغبور وفي ساحل أوريسة وفي البنغال حيث لاقيناهم، ومن قبائلهم القاطنة في غوندوانا الكوركو المقيمون بأودية مهاديو والكوند الذين لا يجوز خلطهم بالغوند.
ونحن، إذ نخصص مطلبا آخر للبحث في أمر الكول المقيمين بجهوتاناغبور وفي أمر سكانها الآخرين، ندرس الآن حال الغوند الذين هم أساس سكان غوندوانا، والذين هم أهم سكان الهند الأصليين أوصافا وعددا.
إذا لم يكن الغوند عرقا أصليا من عروق الهند فإنهم يصفون، على الأقل، بين قدماء الدراويد الذين هم أقرب الناس إلى المثال الزنجي الفطري، وللغوند أدنى درجة في سلم العروق لشنعهم وقصرهم وسوادهم، وللغوند، مع ذلك، أعضاء عضلة قوية، والغوند يختلفون بهذا عن بعض وحوش نل غيري ذوي المظهر الناقص الضعيف وعن الهندوسي ذي المنظر القضيف،
24
Неизвестная страница