Цивилизация арабов

Эмиль Людвиг d. 1377 AH
145

Цивилизация арабов

حضارة العرب

Жанры

موريتانية الطنجية (مراكش)، وكانت رومة تمارس سلطانها على هذه الولايات بما ترسله إليها من الولاة والمندوبين والحكام.

وسمى العرب إفريقية الشمالية والأندلس بالمغرب في البداءة، وأطلق اسم إفريقية على تونس وطرابلس الغرب حين استقر العرب بالقيروان وتونس، وصارت كلمة المغرب لا تدل على غير بلاد إفريقية الغربية في نهاية الأمر.

وصار العرب يسمون البلاد التي تحتوي الآن على الجزائر، تقريبا، بالمغرب الأوسط، والبلاد التي تحتوي الآن على مراكش بالمغرب الأقصى.

واستولت شعوب كثيرة على شمال إفريقية، وكانت لها آثار متفاوتة فيها، وملكها قبل العرب كل من القرطاجيين والرومان والوندال والقوط والبزنطيين.

ولم يتبدل أهل شمال إفريقية مع كثرة فتوح الأجانب لها، وهؤلاء الأهلون هم البربر الذين حافظوا على دينهم ولغتهم وعاداتهم خارج المدن على الأقل.

وينطوي تاريخ استقرار العرب بإفريقية على النزاع الذي دام طويلا بينهم وبين البربر، وكان للبربر من الشأن في إفريقية والأندلس ما يجب درسه؛ لفهم ذلك التاريخ، وتزيد ضرورة ذلك الدرس كلما أمعن العلماء في الغلط حين يتكلمون عن البربر بسبب بلاد الجزائر.

وجميع أمم إفريقية الشمالية التي سماها الرومان بالنوميديين واللوبيين والإفريقيين والمغاربة والجيتول ... إلخ، من عرق البربر، ويمكن القول بأن من لم يكن زنجيا في شمال إفريقية كان بربريا، وذلك قبل العرب.

ولا يقل جهلنا للأصل البربري عن جهلنا لأصول أكثر العروق.

بيد أن ما نراه في شواطئ إفريقية العليا من البيض بين الزنوج يدلنا على أن البربر نتيجة اختلاط مختلف الشعوب التي هاجرت إلى شمال إفريقية في أقدم القرون، وقد قلنا «أقدم القرون» لما ليس لدينا من الروايات والتاريخ ما يدون ذلك، وقد قلنا «مختلف الشعوب» لما نشاهد بين سود الشعور من زرق العيون شقر الشعور.

ويمكننا أن نأتي بافتراضات معقولة عن الأمكنة التي صدرت عنها تلك الهجرة فنقول: إن أولئك المهاجرين لم يأتوا من الجنوب الذي لا يرى فيه غير الزنوج، ولا من الشمال الذي لم يكن إلا بحرا خضما لم يفكر الأقدمون في عبوره، وإنما جاء أولئك المهاجرون من الشرق، أي من آسية، مارين من الأرض الضيقة التي تصلها بإفريقية، أو جاءوا من الغرب، أي من مضيق جبل طارق.

Неизвестная страница