52

Наставление разумным людям о новшестве разделения религии на оболочку и суть

تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب

Издатель

دار طيبة

Номер издания

العاشرة

Год публикации

١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م

Место издания

مكة المكرمة

Жанры

والعمامة، والتزام التسوك أو غير ذلك إذا به يشمئز، ويقول: " هذه شكليات وهذه قشور، لا ينبغي الاشتغال بها " فإذا كانت قشورًا لماذا شغلت نفسك بها؟ وهذا الملتزم بالهدي الظاهر لم يوجبها عليك فضلًا عن أن يحثك عليها، ولو فعل فقد أحسن. مفارقات عجيبة (١) ترى بعضهم إذا لمح من إمام الصلاة المتمسك بالسنة اهتمامه الشديد بتسوية صفوف الصلاة ورَصِّها أسوةً بالنبي ﷺ والسلف الصالح، قالوا: هذه شكليات وقشور، بينما تراهم يهتمون أيما اهتمام بتسوية الصفوف وتراصها في الحفلات والاستقبالات، والمدارس والمعسكرات، إلخ، ويقولون: الِإسلام دين النظام والانضباط. وإذا جاء الفقير الدَّيِّنُ الحسن الخُلُق إلى أحدهم يخطب ابنته تمسك بالظاهر، وتشبث بالقشر، وأهمل الجوهر، واعتبر المظهر، وعقَّد الأمور، وغالى في المهر، وإذا تورع عن المغالاة في المهر، وقنع باليسير، طلب أن يظهروا أمام الناس أن مهر ابنته كذا وكذا. * أما القشور في المآتم فحدث ولا حرج عما يقع بسببها من المكروهات والمآثم، إنهم يتباهون بحسن أكفان الموتى، مع أن الحي أولى بالجديد من الميت، وبفخامة البنيان المشيَّد فوق القبور، مع ما في ذلك من المخالفة الصريحة لنهي النبي ﷺ عن البناء فوقها. وإذا كان للميت أقارب من مدن أخرى، تتحول دار أهل الميت إلى فندق ومطعم يستقبل أفواجًا من المعزِّين تقيم الأيام والليالي، ويُستنفر أهل الميت لخدمتهم وتأمين حاجياتهم (٢)، وحدث ولا حرج عن تكاليف السرداقات

(١) انظر: " المظهرية الجوفاء وأثرها في دمار الأمة " للأخ المفضال حسين العوايشة وفقه الله. (٢) علمًا بأن السنة هي أن يصنع جيران أهل الميت لهم الطعام، فقد قال ﷺ بعد =

1 / 52