86

الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات

الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات

Издатель

مكتبة ابن تيمية

Номер издания

الأولى ١٤١٧ هـ

Год публикации

١٩٩٨ م

Место издания

القاهرة

Жанры

يُعتبر بها، ولا يُستشهد بها، ولو كان الراوي ثقة. وقد كان بإمكان هذين الإمامين أن يعتبرا هذا الإسناد إسنادًا آخر للحديث، ومع ذلك فلم يفعلا، بل اعتبراه خطأ، وأعلاه بالإسناد الآخر المحفوظ، فمن يظن أن أي إسناد سالم من كذاب أو متهم أو متروك يصلح للاستشهاد، فهو من أجهل الناس بالعلم الموروث عن الأئمة والنقاد. ومن ... ذلك: حديث: أبي بكر، أن النبي ﷺ نحر جملًا لأبي جهل. رواه: أبو عبد الله الصوفي، عن سويد ابن سعيد، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، عن أبي بكر. قال الإمام الدارقطني (١): " وهَمَ فيه وهمًا قبيحًا؛ والصواب: عن مالك، عن عبد الله ابن أبي بكر - مرسلًا ـ، عن النبي ﷺ؛ والوَهْم فيه من الصوفي ". قلت: والصوفي هذا ثقة، وثقه الدارقطني نفسه (٢)، ومع هذا؛ فقد قضى بأن وهمه في هذا الحديث " وهم قبيح ". نعم؛ يرى الخطيب البغدادي، أن الوهم في هذا الحديث من سويد، وليس من الصوفي، وكذا ابن عبد البر، وهذا لا يدفع ما نستشهد به من صنيع الدارقطني. لأن الصوفي ثقة عند الدارقطني، وقد ذهب هو إلى أنه أخطأ في هذا

(١) " العلل " (١/٢٢٦) . (٢) " تاريخ بغداد " (٤/٨٦) .

1 / 92