الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

Салих Фаузан d. 1450 AH
97

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

Издатель

دار ابن الجوزي

Номер издания

الرابعة ١٤٢٠هـ

Год публикации

١٩٩٩م

Жанры

على الله؛ قطع هاجس الطيرة من قبل استقرارها، وبارد خواطرها قبل استكمالها. قال عكرمة: "كنا جلوسا عند ابن عباس، فمر طائر يصيح، فقال رجل من القوم، خير خير. فقال ابن عباس: لا خير ولا شر"، فبادره بالإنكار عليه؛ لئلا يعتقد تأثيره في الخير والشر، وكذلك سائر المخلوقات؛ لا تجلب خيرًا ولا تدفع شرًّا بذاتها. وقوله ﷺ: "ويعجبني الفأل"، ثم بينَّه ﷺ بأنه الكلمة الطيبة، وإنما أعجبه الفأل لأنه حسن ظن بالله، والعبد مأمور أن يحسن الظن بالله، والطيرة سوء الظن بالله ﷿ وتوقع البلاء، ومن هنا جاء الفرق بينهما في الحكم؛ لأن الناس إذا أملوا الخير من الله؛ علقوا قلوبهم به، وتوكلوا عليه، وإذا قطعوا آمالهم ورجاءهم من الله؛ كان ذلك من الشر والتعلق على غير الله. قال الإمام ابن القيم ﵀: "ليس في الإعجاب بالفأل ومحبته شيء من الشرك، بل ذلك عن مقتضى الطبيعة، وموجب الفطرة الإنسانية، التي تميل إلى ما يوافقها ويلائمها، كما أخبرهم ﷺ أنه حبب إليه من الدنيا النساء والطيب؛ فكان يحب الحلواء والعسل، ويحب حسن الصوت بالقرآن والأذان ويستمع إليه، ويحب معالي الأخلاق ومكارم الشيم، وبالجملة يحب كل كمال وخير وما يفضي إليهما. والله - سبحانه - قد جعل في غرائز الناس الإعجاب لسماع الاسم الحسن، ومحبته، وميل نفوسهم إليه، وكذلك جعل فيها الارتياح والاستبشار والسرور باسم الفلاح والسلام والنجاح والتهنئة والبشرى والفوز والظفر، فإذا هذه الأسماء الأسماع؛ استبشرت بها النفس، وانشرح لها الصدر، وقوي بها القلب، وإذا سمعت أضدادها؛ أوجب لها ضد هذه الحال، فأحزنها ذلك، وأثار خوفا

1 / 105