46

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

Издатель

دار ابن الجوزي

Номер издания

الرابعة ١٤٢٠هـ

Год публикации

١٩٩٩م

Жанры

للتوحيد. وهذا كثير في السنة الثابتة عنه ﷺ، كقوله: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، وإنما أنا عبد؛ فقولوا: عبد الله ورسوله"، وقوله: " إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله ﷿"، ونهى عن التمادح، وشدد فيه؛ كقوله لمن مدح إنسانا: "ويلك! قطعت عنق صاحبك"، وقال: "إذا لقيتم المداحين؛ فاحثوا في وجههم التراب"، وذلك لما يخاف على المادح من الغلو، وعلى الممدوح من الإعجاب، وكلاهما يؤثران على العقيدة. بقي أن يقال: هل يجوز أن يقال للمخلوق سيد؟. قال العلامة ابن القيم: "اختلف الناس في جواز إطلاق السيد على البشر فمنعه قوم، ونقل عن مالك، واحتجوا بقول النبي ﷺ لما قيل له: يا سيدنا! قال: "السيد الله ﵎"، وجوزه قوم، واحتجوا بقول النبي ﷺ للأنصار: "قوموا إلى سيدكم"، وهذا أصح من الحديث الأول ... " انتهى. قال الشارح: "وأما استدلالهم بقول النبي ﷺ للأنصار: "قوموا إلى سيدكم"؛ فالظاهر أن النبي ﷺ لم يواجه سعدًا به؛ فيكون في هذا المقام تفضيل" انتهى. وكأنه يقصد بالتفصيل أنه لا يجوز أن يواجه الإنسان ويقال له: يا سيد! من باب المدح، ويجوز أن يقال هذا في حقه إذا كان غائبا، وكان ممن يستحق هذا الوصف؛ جمعا بين الأدلة. والله أعلم. ٩- الغلو في الصالحين: إذا كان الغلو في حقه ﷺ ممنوعا؛ فالغلو في حق غيره من الصالحين من باب أولى.

1 / 54