Тахийат аль-Масджид
تحية المسجد
Издатель
الجامعة الإسلامية المدينة المنورة
Номер издания
السنة الخامسة عشر-العدد السابع والخمسون-محرم-صفر
Год публикации
ربيع الأول ١٤٠٣هـ
Жанры
(٢) حديث أبي قتادة وفيه العموم لمن دخل المسجد.
هذه بعض الأدلة لمن ذهب إلى جواز أداء ركعتي تحية المسجد في حال الخطبة.
ب- وذهب الإمامان مالك وأبو حنيفة إلى أن الداخل في المسجد في حال خطبة الإمام لا يصلي تحية المسجد بل عليه أن يجلس ويستمع إلى خطبة الإمام. واحتجا في ذلك بالأدلة التالية:
١- عموم قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا﴾ .
ويجاب بأن الخطبة كلها ليست قرآنًا. وإن كان بعضها قرآنا فيخصصها حديث جابر وأبي سعيد وغيرهما.
ثم إن الذي يؤدي تحية المسجد يقال له أيضا أنه منصت. لأنه لم يأت بشيء مخل للخطبة.
٢- وذكر صاحب الهداية قوله تعالى: ﴿فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ﴾ .
يجاب: من يصلي تحية المسجد فهو في ذكر الله.
٣- وذكر أيضا صاحب الهداية فقال: ولأبي حنيفة رحمه الله تعالى قوله ﵇: " إذا خرج الإمام فلا صلاة ولا كلام".
فقال الشيخ ابن الهمام: رفعه غريب والمعروف كونه من كلام الزهري رواه مالك في الموطأ. قال خروجه يقطع الصلاة وكلامه يقطع الكلام.
ثم قال: وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه عن علي وابن عباس وابن عمر ﵃ كانوا يكرهون الصلاة والكلام بعد خروج الإمام والحاصل إن قول الصحابي حجة فيجب تقليده عندنا إذا لم ينفه شيء آخر من السنة ١. انتهى.
يقال له فقد عارض قول الصحابي سنة رسول الله ﷺ وهي حديث جابر وأبي سعيد وغيرهما.
٤- واحتجوا أيضا في ذلك بحديث عبد الله بن بسر أنه قال: جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي ﷺ يخطب. فقال له رسول الله ﷺ: "اجلس فقد آذيت" ٢.
_________
١ - انظر شرح فتح القدير (١/٤٢١) .
٢ رواه أبو داود (١/٦٦٨) قال حدثنا هارون بن معروف ثنا بشر بن السري، والنسائي (٣/١٠٣) قال أخبرنا وهب بن بيان قال أنبأنا ابن وهب كلاهما عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية عن عبد الله بن بسر، وإسناده صحيح وأبو الزاهرية هو حدير بن كريب الحضرمي ويقال الحميري الحمصي وثقه ابن معين والعجلي ويعقوب بن سفيان والنسائي انظر تهذيب التهذيب (٢/٢١٨) .
1 / 37