الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة
الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة
Издатель
مطبعة سفير
Место издания
الرياض
Жанры
المبحث الثالث عشر: السلوك الحكيم
تعريف السلوك لغة وشرعًا:
السلوك لغة: مصدر سلك يقال: سلك طريقًا، وسلك المكان يسلكه سلكًا وسلوكًا (١)، وسلكه غيره.
والسلوك اصطلاحًا: سيرة الإنسان ومذهبه واتجاهه، يقال: فلان حسن السلوك أو سيّئ السلوك (٢).
أما الخُلق فهو: حال في النفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر من غير حاجة إلى فكر وروِيَّة، وجمعه: أخلاق.
والأخلاق عِلْمٌ موضوعه أحكام قَيِّمة تتعلق بالأعمال التي توصف بالحسن أو القبح (٣)، وهذه الحال تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ما يكون طبيعيًا من أصل المزاج، كالإنسان الذي يحركه أدنى شيء نحو الغضب، ويهيج لأدنى سبب، وكالذي يجبن من أيسر شيء، كمن يفزع من أدنى صوت يطرق سمعه.
القسم الثاني: ما يكون مستفادًا بالعادة والتدريب، وربما كان مبدؤه بالرويّة والفكر، ثم يستمر عليه حتى يصير مَلَكَة وخُلقًا (٤).
والسلوك عمل إرادي، كقول: الصدق، والكذب، والبخل، والكرم، ونحو ذلك.
فاتضح أن الخلق حالة راسخة في النفس وليس شيئًا خارجًا
_________
(١) لسان العرب لابن منظور، حرف الكاف فصل السين، ١٠/ ٤٤٢.
(٢) المعجم الوسيط، مادة (سلك)، ١/ ٤٤٥.
(٣) المعجم الوسيط، مادة (خلق)، ١/ ٢٥٢.
(٤) انظر: مقدمة في علم الأخلاق، د/محمود حمدي زقزوق، ص٣٩.
1 / 78