82

Гурар аль-Ахбар

غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)

Жанры

بمنامي، وقال: أنت تلدين أربعة أولاد ذكور وبنتا بعدهم، وإن أول البنين يغرق، والآخر يقتل في الحرب، والآخر يموت ويبقى له عقب، والرابع يكون إماما للخلق، صاحب سيف وحق وفضل وبراعة، يطيع النبي المبعوث أحسن طاعة.

فقالت فاطمة: فلم أزل مفكرة في ذلك، فرزقت بني الثلاثة: طالبا وجعفرا وعقيلا، ثم حملت بعلي في عشر ذي الحجة، فلما كان الشهر الذي ولد فيه، رأيت في منامي: كأن عمود حديد قد انتزع من أم رأسي، ثم سطع في الهواء حتى بلغ السماء، ثم رد إلي، فقلت: ما هذا؟

فقيل لي: هذا قاتل أهل الكفر، و(صاحب) (1) ميثاق النصر، بأسه شديد، تجزع من خيفته الجنود، وهو معونة الله لنبيه وتأييد على عدوه.

قالت: فولدت عليا (عليه السلام).

وجاء في الحديث: أنها دخلت في الكعبة على ما جرت به عادتها، فصادف دخولها وقت ولادتها، فولدت أمير المؤمنين (عليه السلام) فيها، وكان ذلك في النصف من شهر رمضان؛ وروي: في الثالث عشر من رجب، ولرسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثون سنة، فتضاعف ابتهاجه به، (وتمام مسرته) (2)، وأمرها أن تجعل مهده بجانب فراشه.

فكان يلي أكثر تربيته ويراعيه في نومه ويقظته، ويحمله على صدره، ويكتفه بكتفه، ويحسن بألطافه وتحفه، ويقول: «هذا أخي، ووزيري، وصفيي، وخليفتي، وناصري، ووصيي».

ولما تزوج النبي (صلى الله عليه وآله) بخديجة أخبرها بوجده به ومحبته له، فكانت خديجة ترعاه،

Страница 116