فإن استدلوا بعرف الناس ورفع أيديهم إلى السماء عند الدعاء فرفع اليد إلى السماء ليس لأن الله تعالى في مكان ولكن لأن السماء قبلة الدعاء كما أن الكعبة قبلة الصلاة في حال القيام والأرض قبلة في حال الركوع والسجود
وليعلم أن الله تعالى ليس في الكعبة ولا في الأرض وإن استدلوا بقصة المعراج وان رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل إلى جهة فوق وبقوله تعالى
ﵟثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنىﵞ
فليس فيها حجة لأن موسى عليه السلام سمع الكلام على الطور وكان ميعاده الطور ولم يدل على أن الله تعالى على الطور
وقال في قصة إبراهيم
ﵟإني مهاجر إلى ربيﵞ
وكانت هجرته إلى الشام ولم يكن الباري تعالى في الشام فبطل قولهم
وأما قوله تعالى
ﵟثم دنا فتدلىﵞ
فذلك دنو كرامة لا مجاورة كقوله
ﵟواسجد واقتربﵞ
مسألة
Страница 79