125

Гуния

الغنية لطالبي طريق الحق

Исследователь

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

Издатель

دار الكتب العلمية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Место издания

بيروت - لبنان

Жанры

الحديث المروي عن ابن عمر ﵄ أنه قال: حدثني عمر بن الخطاب ﵁، أنه قال: «بينما أنا عند رسول الله- ﷺ ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شددي بياض الثوب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى رسول الله- ﷺ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، ثم قال: يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال- ﷺ: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا، قال: صدقت، قال: فتعجبنا منه يسأله ويصدقه، ثم قال: أخبرني عن الإيمان: قال- ﷺ: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان: قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني عن أماراتها، قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. قال عمر ﵁: فلبثت هنيهة. ثم قال لي رسول الله- ﷺ: هل تدرون من السائل؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال- ﷺ: فإنه جبريل جاءكم يعلمكم دينكم». وفي لفظ آخر قال: «ذلك جبريل أتاكم ليعلمكم أمر دينكم، وما أتاني قط في صورة إلا عرفته إلا في صورته هذه». فقد فرق جبريل ﵇ بين الإسلام والإيمان بسؤالين: فأجاب النبي- ﷺ عنهما بجوابين مختلفين فذهب الإمام أحمد ﵁ إلى حديث الأعرابي حيث قال: «يا رسول الله أعطيت فلانًا ومنعتني فقال له النبي- ﷺ ذلك مؤمن: فقال الأعرابي: وأنا مؤمن. فقال له النبي- ﷺ أو مسلم أنت؟». وذهب أيضًا إلى قول الله تعالى: ﴿قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم﴾ [الحجرات: ١٤]. واعلم أن زيادة الإيمان: إنما تكون على التحقيق بعد أداء الأوامر وانتهاء النواهي

1 / 136