22

وجاءت الزوجتان تبحثان عن زوجيهما وأخيهما، فطالعهما عبد الغني بالنبأ في محاولة هزيلة للتفجع: مات. - ماذا؟ - كيف؟

وفي خبث إجرامي يحمل الزوجتين المسئولية: ألم يكن معكما؟ لماذا تركتماه؟

وقالت رندة: وهل تصورنا أن يتركنا؟ كنا نتحدث، وحين التفت إليه لأعرض عليه أن يلعب لعبة الحبل كان فص ملح وذاب. - وماذا أخرجه إلى الشارع؟

وقال عبد الغني في صوت عجز عن أن يجعله ملائما للمناسبة: قدره.

وقال عبد الودود: وقدرنا.

وفكر عبد الغني قليلا ثم قال: نعم وقدرنا.

وغمر الذهول وجه الأختين، وقفز إلى ذهن أربعتهم في لحظة واحدة ما رددته رندة: ماذا نحن قائلون لعمي صابر؟

وقالت ناهد: أنا ساقاي لا تحملانني، تعالوا نجلس ونفكر.

وقصدوا أربعتهم إلى المقهى، وسكت عبد الغني منتظرا رأيهم، وقال عبد الودود: غير معقول أن نذهب إليه ونقول له: صديق مات.

وقالت ناهد: وماذا يمكن أن نقول؟

Неизвестная страница