وهوم صمت، وكان صديق لا يخشى شيئا قدر خشيته أن يعرفه هذا الزوجان ويعيداه إلى بيت أبيه؛ فقد أصبح على ثقة أنه لن ينجو من القتل ما دام أخواه يضمران هذه النية، وثبت في روعه أن أباه لن يستطيع أن يحميه. بل إن الخوف صور إليه أن أباه قد لا يطول به العمر، وحينئذ من يحميه من هذين الأخوين؟ كان صديق مذعورا ملتاعا هالعا أسيفا؛ فقد كان يحب أخويه غاية الحب، وهاله ما ظهر له من دخيلة نفسيهما.
تولاه صمت صاخب يفكر فيما ينتظره من قابل الأيام.
وبلغت السيارة منزلا قريبا من صحراء، ونزل ثلاثتهم.
وراحت السيدة تضمد الجرح الصغير في جبهة صديق، حتى إذا هدأ روعه أو خيل إلى الزوجين أن روعه هدأ سأله الزوج: أكل ما تعرفه أن اسمك صديق إبراهيم؟ - أين تسكن؟ - لا أعرف. - أتذهب إلى مدرسة؟ - أذهب. - أين تقع؟ - لا أدري. - يا ابني، لقد أوقعتنا في حيرة بالغة.
وقالت الزوجة: نبقيه عندنا بضعة أيام ونرى.
وقال الزوج: أنسيت أننا مسافران إلى أوروبا الأسبوع القادم؟ - من اليوم إلى يوم السفر يحلها الذي لا تغفل له عين. - ألا ترين أن نبلغ الشرطة؟
وفزع صديق صائحا: لا.
وعجب الزوجان. وقال الزوج: لماذا تخاف من الشرطة يا صديق؟
ولم يجد صديق ما يجيب به، وعاد إليه الزوج يسأله: أين كنت قبل أن تصدمك السيارة؟ - كنت ... كنت ... كنت في الملاهي. - وحدك؟
وبعد تردد طويل قال: رحلة مع المدرسة. - ولماذا تركت مدرستك؟ - تهت، وكنت أبحث عنهم.
Неизвестная страница