فالمازح هو رجل خفيف الظل، لطيف المعشر، سليم الصدر، عطوف الخلق، عديم التكلف.
فأين هذا من الثقلاء والحمقى والمغفلين!
على كلٍّ جمع الكتاب أخبارًا تندرج تحت أخبار الملح والسمر والإحماض، يروِّحُ القارئ بها عن نفسه، ويمتع جلساءه بسماعها.
ولعل عنوان الكتاب الذي يجمع بين "المحادثة" و"المزاح" بحرف العطف يوجد العذر لمرعي الكرمي في الإضافات التي ليس لها علاقة بالمزاح؛ وكذلك قوله في المقدمة: "وبعض حكايات تزيل الهموم، عن قلب المغموم؛ وتحسن بها المعاشرة، وتلذ بها المسامرة".
هذه الطبعة:
اعْتَمَدْتُ نسخةً مصورةً زوَّدَنِي بها الأخ الفاضل محمد بن ناصر العَجْمِي حفظه الله تعالى، لا أعلم عن أي أصل صورت ولا أين هو محفوظ أصلها.
فضَبَطْتُ النَّصَّ، وَفَصَّلتُهُ، وعَلَّقْتُ على مواضع الإشكال دون الإثقال في تخريج الأخبار، وخرَّجْتُ الآيات والأحاديث بالدلالة عليها، واهتممت بشكل خاص بذكر إثر كل خبر ورد في "المراح في المُزاح" لبدر الدين الغزي، رقم وروده في "المراح".
وفي الختام، أرجو الله ﷾ أن ييسرنا للخير، ويستعملنا صالحًا، ويرحمنا، ويغفر لنا ولوالدينا ولكل من له حق علينا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
دمشق في ١٧/ ٧/ ١٩٩٦ م
بسام عبد الوهاب الجابي
1 / 22