411

Битва при Му'та и северные операции и пророческие миссии

غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية

Издатель

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Издание

الأولى

Год публикации

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

الدّعوة الإسلامية، بعد أن ضرب الإسلام بجرانه في أرض الجزيرة العربية، فبدأوا يتطلّعون لنشر الإسلام خارجها من خلال البوابة الشّمالية للجزيرة التي كانت منفذًا حيويًا وهامًّا وكبيرًا لانطلاق الدعوة، ولكن كانت هنالك قوى سياسية وعسكرية جاثمة بقوّةٍ تسد ذلك المنفذ الحيوي، وتقف بصلابة في وجه نشر الدّعوة الإسلامية، فكان من الطبعي أن يتحرّك النّبيّ ﷺ باعتباره القائد للأُمّة الإسلامية، بل باعتباره المعنى بالأمر بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من أبعاد، وذلك بموجب التكليف الإلهي المُنَاط به: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّكَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ . [سورة سبأ، الآية: ٢٨] .
فكان لا بُدّ له من التحرّك سريعًا وبقوّةٍ لإفساح الطريق أمام الدّعوة الإسلامية، لكي تنساح في الأرض بسلاسةٍ وانسيابٍ بعد القضاء على العقبات، وإزالة المعوقات التي كانت تقف في طريقها لتبلغ مداها الذي قدّره الله ﷿ لها.
في تولية أُسامة بن زيد - رضي الله تعالى عنهما - على جيشٍ مُطَعَّمٍ بكبار الصحابة وفضلائهم، وهو في تلك المرحلة المبكّرة من عمره، تَبْرُزُ لنا عِدّة أُمور مهمّة:
أوّلًا: الطريقة القويمة والرائعة التي كان المربِّي الأوّل ﷺ يُربّي بها أصحابه، ومن بعدهم أُمَّته على طاعة أولي الأمر منهم مهما كانوا.
ثانيًا: كان في ذلك تأكيد وتوضيح على أنّ الإسلام يمحو ما قبله من أنظمة وعادات وتقاليد جاهلية تختصّ بشروط الرئاسة والقيادة، فالسنّ،

1 / 493