216

Гаят Амани

غاية الأماني في الرد على النبهاني

Исследователь

أبو عبد الله الداني بن منير آل زهوي

Издатель

مكتبة الرشد،الرياض

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٢هـ- ٢٠٠١م

Место издания

المملكة العربية السعودية

يتحرّى الصلاة عند الأسطوانة. وأما ما قصد تخصيصه بالصلاة فيه فالصلاة فيه أفضل، وأما مقامه فإنما كان يقوم فيه إذا كان إمامًا يصلي بهم الفرض، والسنة أن يقف الإمام وسط المسجد أمام القوم، فلما زيد في المسجد صار موقف الإمام في الزيادة.
والمقصود؛ معرفة ما ورد عن السلف من الصلاة والسلام عليه ﷺ عند دخول المسجد وعند القبر، ففي "مسند أبي يعلى" الموصلي: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا جعفر بن إبراهيم- من ولد ذي الجناحين-، حدثنا علي بن عمر، عن أبيه علي بن الحسين، أنه رأى رجلًا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي ﷺ فيدخل فيها فيدعو فنهاه، فقال: ألا أحدّثكم حديثًا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله ﷺ قال: "لا تتخذوا قبري عيدًا ولا بيوتكم قبورًا، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم"١. وهذا الحديث مما أخرجه الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي فيما اختاره من الأحاديث الجياد الزائدة على ما في الصحيحين، وهو أعلى مرتبة من تصحيح الحاكم، وهو قريب من تصحيح الترمذي وأبي حاتم البستي ونحوهما، فإن الغلط في هذا قليل، ليس هو مثل صحيح الحاكم، فإن فيه أحاديث كثيرة يظهر أنها كذب موضوعة، فلهذا انحطت درجته عن درجة غيره.
فهذا علي بن الحسين زين العابدين وهو من أجل التابعين علمًا ودينًا، حتى قال الزهري: ما رأيتُ هاشميًا مثله. وهو يذكر هذا الحديث بإسناده ولفظه: "لا تتخذوا بيتي عيدًا، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم" وهذا يقتضي أنه لا مزية للسلام عليه عند بيته، كما لا مزية للصلاة عليه عند بيته، بل قد نهى عن تخصيص

١ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (١/٣٦١- ٣٦٢/ ٤٦٩) وابن أبي شيبة في "مصنفه" (٤/٣٤٥) والبزار (١/٣٣٩- ٣٤٠/٧٠٧) والبخاري في "التاريخ الكبير" (٢/١٨٦) والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (٢/٥٢-٥٣) وعبد الرزاق في "مصنفه" (٣/٥٧٧/٦٧٢٦) والقاضي إسماعيل الجهضمي في "فضل الصلاة على النبي ﷺ" (رقم: ٢٠) .
وانظر: "تحذير الساجد" (ص٩٥) .

1 / 221