مجازًا وقد جزنا إليه طريقة ... أحطنا به وهو المحيط حقيقة
بنا فتعالى أن نحيط به خبرا
فطف في مقام حل فيه ولبه ... تر العالم الأعلى حفيفًا بتربه
كالمسجد الأقصى وأي تشبه ... تطوف من الأملاك طائفة به
فتسجد في محراب جامعه شكرا
فأثنى عليه من علا مثل من دنا ... وكل بما أثنى أجاد وأحسنا
فحزب من الدانين إذ ذاك أعلنا ... وحزب من العالين يهتف بالثنا
عليه بوحي كدت أسمعه جهرا
حججنا إلى بيت علا بجنابه ... عشية آوينا إلى باب غابه
ومن قد سمت أركان كعبتنا به ... جدير بأن يأوي الحجيج لبابه
ويلمس من أركان كعبته الجدرا
فيوض علوم الله من قدم حوى ... فقسم منها ما أفاد وما احتوى
ومن قبل ما يثوى ومن بعد ما ثوى ... حري بتقسيم الفيوض وما سوى
أبي الحسنين إلا حسنين بها أحرى
ظللننا وكم جان لديه ومذنب ... وذي حاجة منا وصاحب مطلب
نقبل والأجفان تهمى بصيب ... ثرى منه في الدنيا الثراء لمترب
وللمذنب الجاني الشفاعة في الأخرى
خدمنا أمير المؤمنين بموطن ... نعفر فيه الوجه قصد تيمن
ويخدم قبر المرتضى كل مؤمن ... بأهداب أجفان وأحداق أعين
وحر وجوه عفرتها يد الغبرا
أزلنا غبارًا كان في قبر حيدر ... فلاح كغمد المشر في المشهر
ولا غرو في ذاك المكان المطهر ... أمطنا القذى عن جفن سيف مذكر
أجل سيوف الله أشهرها ذكرا