Любовные увлечения Катулла
غراميات كاتولوس: فطحل شعراء الغزل الرومان
Жанры
، حتى أسرفت بدورك، في كل يوم تقريبا، في علاقاتك مع عشاق مغمورين؟ هل زودت أنا المدينة بالماء كي تستخدميها في أغراض نجسة؟ هل مهدت أنا طريقا رئيسيا لكي تترددي أنت عليه بصحبة فرسانك المتيمين؟»
ولكن ما هذا الذي أفعله أيها السادة؟ فإنني عندما أقدم شخصية لها مثل هذا الاحترام؛ أخشى أن ينشق أبيوس نفسه فجأة على كايليوس ويتهمه بصرامة العذول، ولكني أيها السادة سأتكلم بالقدر الذي أستطيعه، وبأسلوب يشعرني بأنني أخدع نفسي وبأنني أؤيد سلوك كايليوس بما قد يرضي حتى أقسى القضاة وأعنفهم. أما أنت يا كلوديا، فلتعلمي أنني الآن أوجه الكلام إليك بشخصي دون التواء أو اعوجاج؛ لأنك إن كنت تقترحين كسب رضائنا عن أعمالنا وأقوالك، واتهاماتك وهجماتك، ونشاطك السري، فيجب عليك أن تفسري لنا أسباب تلك الشهرة العظيمة مع موكلي، وتلك الصداقة العظيمة وهذا الود الصارخ. فإن متهمينا يتحدثون بصوت عال عن دعارات وحماقات، وعن ولائم وغراميات، وعن زنى وأغنيات، وعن موسيقى ورحلات، وعن مراكب للمتعة واللهو غير الشريف، نراهم في الوقت نفسه يشيعون أنهم لا يتكلمون بشيء إلا حسب إرشاداتك. وعلى كل فحيث إن مزاحك الممزوج بالعنف والعناد وصلابة الرأي هو الذي جاء بك إلى ساحة الفورم وأوقفك أمام هذه المحكمة، فعليك إذن إما أن تنفي هذه التهم وتثبتي زيفها، أو ألا تسمحي لدليل واحد أن يقوم بحال من الأحوال عونا على اتهامك أو الشهادة عليك. بيد أنني لو شئت التصرف معك في شيء من المجاملة، فلن أفعل غير الآتي:
سأعمل على الخلاص من ذلك العجوز الظلف، الأقرب إلى البرابرة منه إلى أي شيء آخر، وأختار أحد أفراد عائلتك وليكن أخاك الأصغر قبل غيره؛ فهو في أسلوبه مرآة صادقة للأدب، كما أنه يهيم بحبك غاية الهيام، وكما يخيل إلي كانت تنتابه بالليل بعض المخاوف والهواجس، فاعتاد أن ينام إلى جوارك كأي صبي صغير يرقد مع أخته الكبيرة. فماذا إذن لو راح يخاطبك هكذا ... «لم يا أختاه تحدثين كل هذه الجلبة والضوضاء؟ لماذا أنت في هذه العاصفة من الهياج؟ ولم تعظمين مثل هذا الموضوع التافه وتجعلين من الحبة قبة؟ لماذا تعطين له هذه الأهمية بصيحاتك وصرخاتك؟ لقد ركزت عيونك على جار شاب، وفتنتك خلقته وطلعته، فضلا عن عيونه التي سحرت لبك، لقد همت برؤياه كثيرا، ولقد شوهدت أحيانا في نفس الدار، وأنت كما تعلمين المرأة ذات الصيت العريض، وصاحبة الثراء الطائل. ومع ذلك فلم تستطيعي بحال من الأحوال أن تحظي بحبه الكامل، مع أنه كان ما يزال تحت رعاية أب شديد الرقابة؛ إنه يمتهن هداياك ويحتقرها مستخفا بها. فلترحلي إذن إلى أي مكان آخر. وهل نسيت الدار التي تملكينها هناك بالقرب من نهر التيبر؟ وكيف كنت في حين من الزمان في ألم مبرح كي تؤهلي نفسك لذلك المسكن الذي لا يبعد عن البقعة التي يستجم فيها جميع شباننا ؟ كانت أمامك يومذاك فرصة ذهبية كي تمتعي نفسك كل يوم تقريبا، فلم تكلفين نفسك مشقة كل هذا الانزعاج من أجل شخص لا يكن لك إلا كل احتقار وامتهان؟»»
والجدير بالملاحظة أن شيشيرون لا يتملق ولا يداهن؛ فهو في دفاعه عن كايليوس ضد تهمة الفسق يتكلم بنفس الصراحة فيقول: «إنني لا أتكلم الآن ضد كلوديا، بيد أنه لو فرضنا وجود شخصية أخرى تختلف عنها شكلا، واحدة من اللواتي يرتكبن الفحشاء مع جميع الرجال، ومن اللواتي لا يستسغن الحياة بدون شخص يهبهن العواطف ويطارحهن الهوى جهرا وفي وضح النهار، ومن اللواتي يفتحن أبواب بيوتهن وحدائقهن وحماماتهن على مصاريعها لممارسة شتى ألوان الدعارة والفجور. بلى، واحدة من اللواتي يحتفظن بشاب يافع وينفقن من أموالهن لسد الثغرات التي يحدثها الآباء الممسكون المتزمتون الذين لا يعطون أبناءهم إلا النزر اليسير من المال. لو أن مثل هذه السيدة تعيش عيشة الدعارة هذه وهي أرملة، وأظهرت فسق طباعها ودعارة ميولها بمسلكها الشهواني، واستخدمت أموالها في أغراض التبذير والإسراف المقيت، ولئن أدى فجورها إلى احتراف الدعارة وانتسابها إلى طبقة المومسات الساقطات؛ فهل يمكن اعتبار ذلك الرجل داعرا أو فاسقا من يتمتع بكامل الحرية في مغازلتها ومطارحتها الغرام؟! ولكن ألا تنفث جيرة كلوديا أزكى الروائح؟ وهل صوت الشعب صامت لا يتكلم؟ أفلا تنطق مياه باياي؟ إنها لا تتكلم فحسب، ولكنها تصيح وتصرخ بأعلى صوتها، بما قد بلغه فجور هذه المرأة الواحدة التي لا تنشد في فجورها عزلة أو ظلمة أو ما شابه ذلك من موبقات الإثم فحسب، بل وتلتذ كذلك بمزاولة ألوان الدعارة أمام جموع الناس. فلو اعتقد أحد أن الجماع الحر ولو كان مع المومسات يجب أن يحرم على الشباب؛ لاتصف حقا بالصرامة والفظاظة. بيد أنني لا أستطيع أن أناقضه؛ فهو في اعتقاده - وهذا ما يتحتم علي قوله - لا يختلف عن حرية عصرنا الحالي فحسب، بل وعما تعود آباؤنا ممارسته والسماح به. فهل جاء أبدا زمان قضي فيه بتحريم هذه العادة؟ فمتى وفي أي زمان جاء اعتبارها تهمة أو خطيئة؟ وفي أي عصر حرم السماح بها دون السكوت عنها؟ وباختصار، هل ورد أبدا زمان حرم فيه ما لم يكن محرما من قبل؟ وإني الآن بصدد توجيه سؤال دون ذكر أي سيدة، ولكني سأترك لكل شخص أن يدلي بالحكم الذي يراه؛ لو أن امرأة غير متزوجة تفتح أبواب بيتها على مصاريعها لكل زان وفاسق، ولمن يطلبون الشهوة والمتعة، ثم تعلن أمام الملأ أنها مومس، ومن ثم تقبل الدعوات من كل غريب. وهب أنها فعلت ذلك في روما في بيتها الريفي، أو في باياي، ذلك المكان الموبوء؛ أي لو أنها لم تظهر أمام الناس في مشيتها الماجنة فحسب، بل وفي ردائها وركبها من الشباب، غير مكتفية بغمزات عيونها وحرية أحاديثها، بل تعدت ذلك إلى القبلات والأحضان، فضلا عن كل مسلك شائن في الحمامات وقوارب اللذة والمتعة، وفي الولائم والدعوات؛ لا لتبدو مومسا فحسب، بل ولتظهر بمظهر المرأة الوقحة المستهترة السليطة. فلو حدث وشوهد شاب يافع في صحبة مثل هذه المرأة، أفتكون نظرتكم إليه كنظرتكم إلى أي فاسق داعر؟» «إن أسوأ الإفساد لإفساد خير الناس.» ولا شك أن النساء من أمثال كلوديا في أيامها الأخيرة، كن في حاجة ماسة جدا إلى الفضائل الذاتية التي للجنس اللطيف، غير أن كلوديا كانت تتمتع بمفاتنها الخاصة، ولم يكن قبل ربيع عام 57ق.م. حينما جمع كاتولوس شتات شجاعته للخلاص من تلك العلاقة التي نالت من رجولته وألحقت بها المذلة والمهانة. ولقد مات أخوه العزيز حينذاك في طرود، ومن ثم وطن العزم على مغادرة إيطاليا والالتحاق بإحدى الوظائف في جيش ميميوس
Memmius ، حاكم بيثونيا
Bithynia . ولقد سجل هذا العزم في قصيدتين من أروع أشعاره؛ وهما القصيدة الثامنة، والسادسة والسبعون. وفيهما تتجلى آخر مرحلة من مراحل الهجران، بينما في القصيدة السابعة والثمانين يضع كاتولوس خاتمة كل شيء فيقول:
لن تستطيع امرأة أن تقول
إنها قد حظيت بالحب
كما أحببتك يا عزيزتي من كل قلبي،
وليس هناك من رجل
Неизвестная страница