ولم يدر دارنلي أي القولين يصدق، وعاودته شكوكه ووساوسه، إلا أنه مال إلى تصديق زوجته ماري التي أكدت له سلامة حياته، وكان يشعر بالطمأنينة ما دامت إلى جانبه.
وقد رضيت الملكة أن تقضي بضع ليال من كل أسبوع في قصر كيرك أوفيلد؛ ليطمئن زوجها ويأمن على سلامته. وفي الأسبوع الأول من شهر فبراير قضت الملكة مع زوجها في قصر كيرك أوفيلد ليلة الأربعاء وليلة الجمعة، وكانت تنوي قضاء ليلة الأحد لولا أن خادمها سبستيان - الذي اصطحبها من فرنسا، والذي كانت تقدر إخلاصه - كان ينوي الزواج في ذلك اليوم، وقد وعدته جلالتها بأن تحضر الحفلة الراقصة التي سيحييها من أجل هذه المناسبة السعيدة في هوليرود.
وعلى الرغم من ذلك لم تهمل زوجها في ذلك اليوم، بل ركبت في المساء بصحبة بوثول وهنتلي وآرجيل وآخرين تقصد كيرك أوفيلد، ولما وصلت بصحبة هؤلاء إلى القصر تركتهم في الدور الأول يقتلون الوقت بلعب الورق، وصعدت هي إلى غرفة زوجها في الدور العلوي وجلست إلى جانب فراشه، فلاحظت على وجهه أمارات الاضطراب كأنه يتوقع حدوث شيء، وما كادت تجلس إلى جانبه حتى بدأ يلحف في الرجاء فقال لها: لن تتركيني هذه الليلة، أليس كذلك؟
فقالت: يا للأسف! يجب أن أغادرك؛ فإن سبستيان يتزوج هذه الليلة، وقد وعدته بحضور الحفلة.
فتأوه وقد ازداد اضطرابه ثم قال: سأشفى قريبا، وإذ ذاك سيغادرني كل ما أشعر به من اضطراب يزيد في إزعاجي، أما الآن فإنني لا أحتمل أن تغيبي عن نظري. إني أشعر بالراحة ما دمت إلى جانبي، وأحس أن كل شيء يجري في مجراه، أما إذا ابتعدت عني فإن نفسي تمتلئ بالخوف واليأس وأنا وحدي في هذا المكان.
فسألته: ومم تخاف؟
فقال: إنني أخاف تلك الكراهية الحية التي يحس بها الجميع من نحوي .
فقالت: إنك لتصور لنفسك أشباحا تزعجك.
وصاح في تلك اللحظة صيحة رعب وهو يحاول القيام من فراشه: ما هذا؟ أصغي إلى هذا الصوت!
وأصغت فسمعت صوت وقع أقدام في الغرفة السفلى، وصوت وقوع شيء على الأرض، فقالت: لا ريب أن هذه أصوات الخدم وهم ينظمون غرفتي.
Неизвестная страница